تشهد محافظة الإسماعيلية خلال الفترة الأخيرة طفرة حقيقية في قطاع الصحة، كان أبرزها تطوير مستشفى القنطرة غرب المركزي، الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا بعد عملية تطوير شاملة بتكلفة استثمارية قاربت نصف مليار جنيه، ليصبح واحدًا من أهم المراكز الطبية في منطقة غرب القناة، ورافدًا رئيسيًا في منظومة التأمين الصحي الشامل التي تتوسع تدريجيًا لتغطية جميع محافظات مصر.
الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أكد أن المستشفى يمثل نقلة نوعية ليس فقط لأبناء القنطرة غرب، بل لأهالي الإسماعيلية بالكامل، وحتى للمواطنين من المحافظات المجاورة الذين قد يجدون فيه ملاذًا لتلقي خدمات طبية تضاهي المعايير العالمية. وأضاف أن المشروع يأتي في إطار رؤية الدولة لتوفير بنية تحتية صحية متطورة تدعم أهداف الجمهورية الجديدة، حيث تضع القيادة السياسية ملف الصحة في صدارة أولوياتها.
أرقام تعكس حجم الإنجاز
منذ انضمام المستشفى لمنظومة التأمين الصحي الشامل قبل أشهر قليلة، قدم خدمات متكاملة لأكثر من 166 ألف مريض. هذه الأرقام لم تأت من فراغ، بل تعبّر عن استغلال كامل للطاقة الاستيعابية للمستشفى وتجهيزاته الحديثة. فقد استقبل قسم الطوارئ وحده نحو 48 ألف حالة، بينما أُجري أكثر من 91 ألف فحص معملي متنوع، بالإضافة إلى 6200 جلسة غسيل كلوي و1300 عملية جراحية شملت الجراحات الكبرى والمتقدمة.
هذه الأرقام، بحسب السبكي، تعكس مدى الثقة التي بدأ المواطنون يضعونها في المستشفى، خاصة بعدما لمسوا بأنفسهم التطوير الكبير في مستوى الخدمة والتجهيزات الطبية.
صرح على مساحة 21 ألف متر
يقع المستشفى على مساحة تتجاوز 21 ألف متر مربع، بمبنى مكون من ثلاثة طوابق مجهزة وفق أحدث معايير البناء الطبي. وتبلغ الطاقة الاستيعابية 96 سريرًا موزعة بين أقسام الطوارئ والغسيل الكلوي والأقسام الداخلية والعناية المركزة والحضانات. كما يضم المبنى 4 غرف عمليات كبرى مجهزة للتعامل مع مختلف أنواع الجراحات.
وإلى جانب البنية الأساسية، حرصت الهيئة على تجهيز المستشفى بأحدث تقنيات التشخيص والعلاج، بما في ذلك أجهزة الأشعة المقطعية والدوبلر والموجات فوق الصوتية، ومعامل طبية متكاملة، وبنك دم، لتكتمل منظومة الرعاية من الاستقبال حتى مرحلة العلاج والمتابعة.
خدمات متعددة التخصصات
المستشفى يقدم باقة واسعة من الخدمات تشمل الجراحة العامة، جراحة العظام، النساء والتوليد، إلى جانب أقسام الطوارئ والرعاية المركزة والحضانات. كما تضم العيادات الخارجية تخصصات متنوعة مثل الباطنة والأطفال والأمراض الجلدية والكلى. ويأتي ذلك في إطار الحرص على جعل المستشفى نقطة مرجعية لسكان المنطقة، دون الحاجة للتنقل لمسافات بعيدة بحثًا عن خدمة طبية مناسبة.
خطوة نحو التحول الرقمي
واحدة من أبرز ملامح التطوير في مستشفى القنطرة غرب هي إدخال نظم التحول الرقمي في إدارة الملفات الطبية للمرضى، ما يساهم في رفع كفاءة الخدمة وتقليل فترات الانتظار وتسهيل متابعة الحالة الصحية لكل مريض. هذه الخطوة، كما أوضح رئيس الهيئة، تأتي تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، وتؤسس لنموذج جديد في إدارة المستشفيات الحكومية.
رضاء المواطن الهدف الأول
الدكتور أحمد السبكي شدد على أن الهدف الأساسي من كل هذه الجهود هو إرضاء المواطن المصري، مشيرًا إلى أن الهيئة تسعى لتقديم خدمات تضاهي المستشفيات العالمية من حيث الجودة، لكنها في نفس الوقت متاحة لجميع المواطنين عبر مظلة التأمين الصحي الشامل. وأكد أن هذا المشروع يعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الصحية وضمان وصول الخدمة لكل مواطن، بغض النظر عن موقعه أو قدرته المادية.
نقلة نوعية للمنطقة
أهالي القنطرة غرب عبّروا عن ارتياحهم بعد تشغيل المستشفى بحلته الجديدة، معتبرين أنه يمثل نقلة كبيرة في حياتهم اليومية، حيث لم يعودوا مضطرين للانتقال إلى مدينة الإسماعيلية أو القاهرة لإجراء العمليات أو تلقي خدمات الغسيل الكلوي. وبات المستشفى نقطة أمان حقيقية لهم، خاصة مع التوسع في تقديم الخدمات التخصصية.
رؤية مستقبلية
يؤكد الخبراء أن تطوير مستشفى القنطرة غرب ليس خطوة معزولة، بل جزء من خطة متكاملة لتطوير 7 مستشفيات رئيسية بالإسماعيلية، لتصبح المحافظة نموذجًا يحتذى به في تطبيق التأمين الصحي الشامل. ويأمل المواطنون أن تستمر هذه الجهود بنفس الوتيرة في باقي محافظات مصر حتى تعم الاستفادة الجميع.
