شاءت الأقدار أن أكون قبل وأثناء وبعد ثورة الشعب المصرى المجيدة فى 30 يونيه وسط الجماهير الشعبية والسياسية كنت وقتها أمينا عاماً لحزب المصريين الأحرار لمحافظة بنىً سويف. وكان مقر الحزب الكائن وقتها بجوار الجامعة بيتاً للأمة السويفية كلها رجال وسيدات وشباب من جميع الاحزاب المصرية.
كان الكل يلتقى فى مقر الحزب كنا نتدارس ونناقش الموقف يالسياسى وما يجب على المصريين فعله للمساهمة فى استرداد مصر وعودتها الى اصحابها كل المصريين وليس لطائفة أو فريق محدد احتكر كل شئ.
فالاخوة لا تقتصر على فريق محدد دون آخر إنما قال الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" أياً كان الايمان والعقيدة حتى اسم حزبهم احتكروا الحرية والعدالة لهم عن جموع الناس وجردوا الآخرين من صفاتهم.
ولما نادينا بالتغيير هاجمونا وقاتلونا والقوا الشعل الملتهبة على مقر الحزب واحرقوا سيارات أعضائه وألقوا علينا الطوب والحجارة.. نعم احرقوا مقار المحاكم وأقسام الشرطة والكنائس وصمدنا، ولم نستغل الأحداث الموثقة للشهرة، فالهدف كان أسمى وأجل.
وعندما نزل المصريون للميادين نغنى للحرية ونهتف للوطن ونرفع لهم الكارت الأحمر ونصرخ (إنزل يا سيسى) حاولو قتلنا وجاء بعضهم على الدراجات البخارية، ليطلقوا علينا الرصاص فى ميادين (المديرية) و(الزراعيين) ولم يقبلوا مجرد الإختلاف معهم.
وعندما أعلن القائد السيسى استجابته لنداء جموع الشعب المصرى بعزلهم تحول هذا الميدان إلى ساحة للفرح والبهجة والزغاريد والهتاف لمصر، فكانت (تحيا مصر) أعلى من كل الأصوات ومن الميدان ومن وسط جموع الشعب بمختلف طوائفه اعلناها، ولا نزال نعلنها "تحيا مصر".
لذلك كله يمكن القول إن ثورة 30 يونيو 2013 كانت بحق وواقع معاش هى ثورة أبناء مصر لاسترداد مصر.
جدير بالذكر أن كثير من الشباب الثورى الذى كان معنا وقتها أصبح الآن قيادات متميزة وفاعلة فى مختلف الأحزاب السياسية والمجالس النيابية، فكانت أيضا 30 يونيو بمثابة مدرسة لصناعة الوطنية وحب الوطن.. وعاشت مصر دوما حرة لكل المصريين.
كاتب المقال: د. محمد زين أستاذ الاعلام والعميد الأسبق لكلية الاعلام جامعة بنى سويف
