في إطار الجهود المستمرة لتطوير الأداء الحكومي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، شهدت أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني اليوم الاثنين، إطلاق “جائزة مصر للتميز الحكومي للقطاع الصحي”، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير هشام بدر، المشرف العام على الجائزة، إلى جانب عدد من قيادات الوزارتين ومديري المديريات الصحية وممثلي الجهات التنفيذية.
ويأتي إطلاق الجائزة الجديدة في إطار الشراكة بين وزارتي الصحة والتخطيط لدعم مسيرة الإصلاح الإداري في الدولة المصرية، وتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030 التي تضع صحة المواطن في صدارة أولوياتها، وتسعى إلى بناء جهاز إداري كفء يواكب متطلبات التنمية المستدامة.
وخلال كلمته في الفعالية، أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن الجائزة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة التميز والجودة في العمل الحكومي داخل القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن صحة الإنسان المصري تُعد استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الوطن.
وأوضح الوزير أن تخصيص فئة خاصة بالقطاع الصحي ضمن منظومة جوائز التميز الحكومي يعكس أهمية هذا القطاع الحيوي، لافتًا إلى أن التميز لا يقاس فقط بالمؤشرات الإدارية، وإنما بمدى انعكاس الجهود على تحسين جودة حياة المواطن وتطوير الخدمات الصحية المقدمة له.
وأضاف أن وزارة الصحة قطعت شوطًا كبيرًا في تطبيق مبادئ الحوكمة والإدارة الذكية خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن التجربة التي خاضتها المنظومة الصحية خلال جائحة كورونا أثبتت قدرتها على التطور وتحويل التحديات إلى فرص للابتكار والإصلاح.
وأشار الوزير إلى التعاون المثمر مع وزارة التخطيط في تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة مثل معمل السلامة الحيوي للكشف المبكر عن الأوبئة، ومشروعات تحسين بيئة العمل ودعم الكوادر الطبية، إلى جانب مبادرة الوحدات الخضراء صديقة البيئة وتطوير خدمات الإسعاف لتقليل زمن الاستجابة في الحالات الطارئة.
وكشف “عبدالغفار” عن إنشاء وحدة جديدة للتميز الحكومي داخل الإدارة المركزية لجودة الرعاية الصحية، لتكون الجهة المسؤولة عن تطبيق معايير الجودة داخل المستشفيات والهيئات الصحية المختلفة، مشيرًا إلى أنه تم تدريب فرق العمل بالتعاون مع وزارة التخطيط على أحدث الأساليب العالمية في الإدارة والتحسين المستمر.
كما أعلن عن إطلاق أول فئة من الجوائز في القطاع الصحي، وهي جائزة تميز مديريات الشؤون الصحية، التي تستهدف تكريم الجهود الميدانية للعاملين بالقطاع الصحي، وتشجيع المنافسة الإيجابية بين المديريات والمؤسسات الطبية في مختلف المحافظات، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين رضا المواطنين عن الخدمات.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن الجائزة ستعمل على دعم ثقافة التطوير المستمر داخل القطاع، وتعزيز قيم العمل الجماعي والإبداع المؤسسي، موضحًا أن صوت المواطن سيكون أحد أهم محاور تقييم الأداء، باعتباره المستفيد الأول من عملية الإصلاح.
من جانبها، أشادت الدكتورة رانيا المشاط بالشراكة الوثيقة بين وزارتي الصحة والتخطيط، مؤكدة أن تخصيص فئة للتميز المؤسسي في القطاع الصحي يمثل إضافة نوعية لمنظومة جوائز مصر للتميز الحكومي، التي أُطلقت عام 2018 بتوجيهات من القيادة السياسية لدعم الكفاءات داخل الجهاز الإداري للدولة.
وقالت الوزيرة إن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا خاصًا ببناء جهاز إداري عصري قادر على تقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين، من خلال تطبيق معايير الحوكمة والشفافية ورفع كفاءة الأداء، مشيرة إلى أن هذه الجائزة تأتي كترجمة عملية لهذا التوجه.
وأضافت أن الوزارة أطلقت “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” كإطار شامل لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، موضحة أن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية في تحقيق التنمية، وأن التميز في الإدارة جزء لا يتجزأ من عملية الإصلاح الاقتصادي.
في السياق ذاته، أكد السفير هشام بدر أن التميز الحكومي ليس هدفًا نهائيًا بل رحلة تطوير مستمرة، تسعى إلى إعداد قيادات إدارية مؤهلة تمتلك مهارات الإبداع والابتكار، مشيرًا إلى أن الجائزة تهدف إلى نشر ثقافة التميز داخل المؤسسات الحكومية وتحفيز المنافسة البناءة بين العاملين.
وأوضح بدر أن النسخة الحالية من الجائزة تشهد توسيع نطاق المشاركة لتشمل مديريات الشؤون الصحية على مستوى الجمهورية، وهو ما يعزز من فرص تبادل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات الإدارية داخل القطاع الصحي.
وفي ختام الفعالية، قدمت الدكتورة رانيا المشاط درع التميز للدكتور خالد عبدالغفار تقديرًا لجهوده في دعم مسيرة التميز المؤسسي داخل وزارة الصحة، مؤكدين أن التعاون بين الوزارتين سيستمر كأحد النماذج الناجحة للتكامل الحكومي في مصر، نحو تحقيق قطاع صحي أكثر كفاءة واستدامة يخدم المواطن المصري في المقام الأول.

