في إطار المتابعة المستمرة لمنظومة الرعاية الصحية بالمحافظات، أجرى الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، جولة ميدانية موسعة بمحافظة الشرقية لمتابعة مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين داخل المستشفيات ووحدات الرعاية الأولية، تنفيذًا لتكليفات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بضرورة تحسين جودة الخدمات واستدامة الرقابة الميدانية على الأداء داخل المنشآت الصحية.
رافق نائب الوزير خلال جولته عدد من قيادات الوزارة، من بينهم رؤساء قطاعات الطب الوقائي والرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة، إلى جانب مشرفين من الإدارات المركزية وممثلي مديرية الشؤون الصحية بالشرقية.
بدأ الدكتور عمرو قنديل جولته بزيارة مستشفى بلبيس المركزي، حيث تفقد أقسام الاستقبال والطوارئ، والعناية المركزة، وغرف الإنعاش الرئوي، إلى جانب قسم الأشعة والصيدلية الداخلية. واطلع على مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية، موجّهًا بضرورة مراجعة معدلات الاستهلاك الأسبوعي والتأكد من توافر الأدوية الحيوية بشكل دائم. كما حرص على الاستماع إلى آراء عدد من المرضى وذويهم حول مستوى الخدمة، مشددًا على أهمية تحسين تجربة المريض داخل المستشفى وتعزيز التواصل مع المواطنين.
وخلال الجولة، وجّه نائب الوزير الشكر للفريق الطبي بمستشفى بلبيس لما لمسه من التزام وانضباط داخل أقسام الطوارئ والعناية، مؤكدًا أن الوزارة ستستمر في دعم الكوادر الطبية وتوفير متطلباتهم المهنية لضمان بيئة عمل آمنة ومحفزة.
وانتقل قنديل عقب ذلك إلى مركز صحة الزرزمون التابع لإدارة ههيا الصحية، حيث تفقد عيادات طب الأسرة وطب الأسنان، وغرف الطوارئ والتطعيمات، بالإضافة إلى الصيدلية والمخزن الطبي. وخلال الزيارة لاحظ بعض أوجه القصور في متابعة الحالات الإيجابية ضمن المبادرات الصحية، ووجّه بضرورة وضع خطة عاجلة لتحسين آلية المتابعة الميدانية مع المستفيدين من المبادرات. كما أشاد بأداء مراقب التطعيمات بالمركز، وقرّر مكافأته نظير تميزه وانضباطه في العمل.
وأشار نائب الوزير إلى أن تطوير منظومة الرعاية الأولية يعد أحد المحاور الرئيسية في خطة الوزارة لتقليل الضغط على المستشفيات المركزية، لافتًا إلى أن وحدات الرعاية هي خط الدفاع الأول لحماية صحة المواطن، مؤكدًا أن تحسين أدائها سيحدث فارقًا ملموسًا في جودة الخدمات الصحية المقدمة.
وعقد الدكتور عمرو قنديل في ختام جولته اجتماعًا موسعًا بمقر اتحاد نقابات المهن الطبية بمدينة الزقازيق، بحضور الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، والدكتورة رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة، والدكتور أحمد البيلي، مدير مديرية الشؤون الصحية بالشرقية، إلى جانب رؤساء الإدارات المركزية ومديري العموم وعدد من الفرق الإشرافية بالمحافظة.
خلال الاجتماع، استعرض نائب الوزير الملاحظات التي تم رصدها أثناء الجولة، وناقش مع القيادات التنفيذية خطة تصحيح الأوضاع داخل المنشآت التي شملتها الزيارة، مؤكدًا أنه لن يتم التهاون مع أي تقصير في أداء الخدمة. ووجه بإعطاء مهلة لا تتجاوز شهرًا واحدًا للمنشآت التي تم رصد ملاحظات بها لمعالجة أوجه القصور وإعادة تقييمها بعد انتهاء المهلة من خلال لجنة مركزية من الوزارة.
كما أعلن نائب الوزير عن صرف مكافأة لمدة أسبوعين لفرق مكافحة العدوى ومكاتب الصحة ومراقبة الأغذية والرصد البيئي والصحة المدرسية بالمديرية تقديرًا لجهودهم في تحسين الأداء الميداني. وأكد أنه تم اعتماد سبع منشآت رعاية أولية جديدة من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن فرق هذه المنشآت ستحصل على مكافأة شهرية نظير جهودها في تحقيق معايير الجودة.
وشدّد الدكتور قنديل على أن وزارة الصحة تتابع بشكل دوري مؤشرات الأداء في جميع المحافظات، وتولي اهتمامًا خاصًا بمحافظات الوجه البحري والدلتا لضمان توازن الخدمات الصحية على مستوى الجمهورية. كما وجّه بتكثيف الجولات الميدانية المفاجئة، مشيرًا إلى أن المتابعة المستمرة هي السبيل الحقيقي لتحسين الخدمات وضمان استدامة التطوير.
وفي ختام الزيارة، أعرب نائب الوزير عن تقديره لمديرية الشؤون الصحية بالشرقية ولفرق الإشراف الميداني، مشيدًا بالتحسن الملحوظ في مستوى الأداء مقارنة بالزيارات السابقة، ومؤكدًا أن الوزارة ماضية في خطتها لرفع كفاءة المنشآت الصحية كافة، بما يضمن حق المواطن في خدمة طبية آمنة وعادلة ومتاحة للجميع.
