في مستهل زيارته الرسمية إلى الصين، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أول لقاءاته بالعاصمة بكين مع السيد "مو دينجي"، رئيس مجلس إدارة شركة CNCEC الصينية المتخصصة في مجال البتروكيماويات، حيث تناول اللقاء فرص التعاون المشترك وسبل توسيع استثمارات الشركة داخل مصر خلال الفترة المقبلة.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن أجندة زيارة رئيس الوزراء الذي يشارك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس" بمدينة "تيانجين"، حيث تعكس هذه المشاركة حرص مصر على تعزيز شراكاتها الدولية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع كبرى الشركات العالمية.
وخلال اللقاء، استعرض رئيس الشركة الصينية خبرات شركته الواسعة في مجال البتروكيماويات، مشيرًا إلى أنها تمتلك استثمارات ناجحة في عدة مناطق حول العالم، من بينها الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. وأوضح أن الشركة تنتج مجموعة متنوعة من المنتجات وعلى رأسها "الصودا آش"، التي تعد إحدى أهم الخامات الصناعية المستخدمة في صناعات الزجاج والمنظفات والمخصبات الزراعية.
وأكد "دينجي" أن السوق المصرية تمثل فرصة واعدة، ليس فقط بسبب حجمها الكبير، ولكن أيضًا لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي يتيح النفاذ إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف أن الحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب، فضلًا عن الاتفاقيات التجارية المتنوعة، تمنح مصر ميزة تنافسية تجعلها جاذبة لاستثمارات شركته.
وكشف رئيس الشركة عن عزمه القيام بزيارة رسمية إلى مصر في شهر أكتوبر المقبل، للقاء رئيس مجلس الوزراء مرة أخرى، وبحث فرص التعاون بشكل أكثر تفصيلًا، بالإضافة إلى الاطلاع على التجهيزات الخاصة بمشروع إنتاج الصودا آش المزمع تنفيذه في مصر.
من جانبه، رحب الدكتور مصطفى مدبولي برغبة الشركة الصينية في التوسع بمصر، مؤكدًا أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتوفير بيئة استثمارية جاذبة تتسم بالشفافية والمرونة، مشددًا على أن الحكومة ستعمل على تذليل أي عقبات قد تواجه تنفيذ المشروعات الجديدة. وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع بشكل مباشر هذا التعاون، ويولي اهتمامًا خاصًا باستثمارات الشركة في مصر، ولاسيما مشروع إنتاج الصودا آش.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذه المشروعات لن تعزز فقط من قدرات مصر الإنتاجية في مجال البتروكيماويات، وإنما ستفتح أيضًا الباب أمام مصر لتكون مركزًا إقليميًا لتصدير المنتجات البتروكيماوية إلى الدول الأفريقية والعربية. كما شدد على أن هذا التعاون يتماشى مع خطة الدولة لزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوطين الصناعات الاستراتيجية داخل مصر.
وأوضح مدبولي أن ما توفره الحكومة من حوافز وضمانات استثمارية سيمنح شركة CNCEC الصينية قاعدة قوية للانطلاق من مصر إلى أسواق أوسع، مضيفًا أن القاهرة تتطلع إلى أن تكون هذه الخطوة بداية لشراكات استثمارية أعمق مع الجانب الصيني في مختلف المجالات.
واختتم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على أنه يترقب زيارة رئيس الشركة خلال أكتوبر المقبل، باعتبارها خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وتحقيق المزيد من فرص الشراكة التي تخدم الاقتصاد المصري وتدعم خطط التنمية المستدامة.
