في خطوة تحمل رسالة إنسانية قوية، أجرت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، زيارة مفاجئة إلى جمعية السيدة نفيسة لرعاية اليتيمات والمسنات بمدينة حلوان، وذلك لمتابعة مستوى الخدمات والرعاية المقدمة للفتيات صغيرات السن والسيدات المسنات المقيمات داخل الدار.
الزيارة التي لم يُعلن عنها مسبقاً جاءت بهدف الاطمئنان بشكل مباشر على أوضاع الفتيات والسيدات، والتأكد من أن الخدمات المقدمة لهن ترتقي لمستوى يليق بكرامتهن ويوفر لهن حياة كريمة.
جولة داخل الجمعية
تفقدت الوزيرة أروقة الجمعية وغرف الإقامة، وزارت أماكن المعيشة الخاصة بالفتيات والسيدات، حيث حرصت على التحدث معهن بشكل مباشر، في أجواء سادتها الألفة والود. وخلال اللقاءات، استمعت الوزيرة لمطالب الفتيات وملاحظاتهن، وأكدت أن الوزارة تولي اهتماماً بالغاً بمثل هذه المؤسسات التي تمثل بيتاً آمناً للكثير من بنات مصر اللواتي يفتقدن السند الأسري.
وأعربت الفتيات عن سعادتهن بزيارة الوزيرة المفاجئة وحرصها على الاستماع لهن بشكل شخصي، وهو ما اعتبرنه دليلاً على اهتمام الدولة بهن وحرصها على ضمان مستقبل أفضل لهن.
تأكيد على دعم الفتيات
الدكتورة مايا مرسي شددت خلال الزيارة على أن وزارة التضامن الاجتماعي لن تدخر جهداً في رعاية أبناء وفتيات مصر، قائلة إن الوزارة تسعى لتوفير كل مقومات الحياة الكريمة، سواء من خلال الرعاية الصحية أو التعليمية أو الاجتماعية. وطالبت الفتيات بالاستعداد الجيد لبداية العام الدراسي الجديد، مؤكدة أن الاجتهاد في الدراسة والتفوق العلمي سيكونان السلاح الحقيقي لتغيير حياتهن نحو الأفضل.
وأضافت الوزيرة أن الوزارة ستواصل تقديم برامج الدعم النفسي والاجتماعي للفتيات داخل الجمعيات ودور الرعاية، إلى جانب تهيئة البيئة المناسبة لدمجهن في المجتمع بشكل فاعل، بما يضمن لهن فرصاً متكافئة للحياة والنجاح.
جولات موسعة في حلوان
ولم تقتصر جولة وزيرة التضامن على جمعية السيدة نفيسة فقط، بل شملت زيارات لعدد من المرافق التابعة للوزارة في حلوان، حيث تفقدت مكتب تأهيل حلوان، ووحدة الشؤون الاجتماعية بحلوان أول وحلوان ثانٍ، للوقوف على مستوى الأداء وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكدت الوزيرة أن المتابعة الميدانية المباشرة من أهم أدوات الوزارة لضمان تحسين الخدمات، لافتة إلى أن تطوير الوحدات الاجتماعية ومكاتب التأهيل يأتي ضمن خطة شاملة لتحديث قطاع الحماية الاجتماعية ورفع كفاءته.
رسالة إنسانية
زيارة الوزيرة المفاجئة حملت طابعاً إنسانياً قبل أن تكون جولة رسمية، فقد عكست اهتمام الدولة برعاية الفئات الأكثر احتياجاً، وعلى رأسهم اليتيمات والمسنات، والتأكيد على أن هذه الفئات ستظل محل عناية ورعاية مستمرة.
كما وجهت الوزيرة رسالة إلى العاملين بالجمعيات ودور الرعاية، شددت فيها على أهمية التعامل مع الفتيات والسيدات بروح أسرية، قائمة على المودة والاحترام، مؤكدة أن الجانب الإنساني لا يقل أهمية عن الجانب المادي في تقديم الخدمة.
مرافقي الوزيرة
رافق الوزيرة خلال الزيارة كل من الدكتور محمد العقبي، مساعد وزيرة التضامن للاتصال الاستراتيجي والمتحدث الرسمي، والأستاذ هشام محمد مدير مكتب الوزيرة، والأستاذ رامي عباس مستشارها للمراسم والمعارض، إلى جانب عدد من القيادات المركزية بوزارة التضامن الاجتماعي، من بينهم الأستاذ خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الإعاقة، والأستاذ محمد كمال رئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات، والأستاذ سامح فهيم مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالقاهرة.
أهمية هذه الزيارات
خبراء العمل الأهلي يرون أن الزيارات المفاجئة للوزراء إلى الجمعيات ودور الرعاية تمثل أداة رقابية فعالة، لأنها تكشف عن الواقع الحقيقي بعيداً عن التجهيزات المسبقة. كما أنها تمنح المستفيدين فرصة للتواصل المباشر مع المسؤول الأول عن القطاع، ما يخلق جسراً من الثقة بين الدولة والمواطنين.
ويرى مراقبون أن هذه الجولة في حلوان تأتي ضمن توجه أشمل لوزارة التضامن الاجتماعي لتعزيز الرقابة على الجمعيات الأهلية، وضمان جودة الخدمات المقدمة للفئات المستحقة، بما يواكب توجهات الدولة في ملف الحماية الاجتماعية.
ختام
بهذه الزيارة المفاجئة، أعادت وزيرة التضامن الاجتماعي التأكيد على أن الوزارة ماضية في مسيرتها لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، وأن بنات مصر من اليتيمات والسيدات المسنات سيبقين في قلب أولويات الدولة. وبين جولات تفقدية في المؤسسات الرسمية، وزيارات إنسانية لدور الرعاية، تسعى الوزارة لترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، في وقت تعزز فيه مصر جهودها لبناء مجتمع أكثر تماسكاً وإنسانية.
