أعلنت وزارة الصحة والسكان تحقيق نتائج غير مسبوقة ضمن فعاليات النسخة الثالثة من حملة «100 يوم صحة»، حيث قدّمت الحملة 77 مليونًا و68 ألفًا و971 خدمة طبية مجانية للمواطنين، وذلك خلال 53 يومًا فقط من انطلاقها منتصف شهر يوليو الماضي، في مختلف محافظات الجمهورية.
وتأتي هذه الحملة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الذي شدد على أهمية الاستمرار في المبادرات الصحية القومية باعتبارها أحد الأدوات الأساسية لدعم المنظومة الصحية، وتحقيق مبدأ العدالة في الحصول على خدمات علاجية ووقائية عالية الجودة لجميع المواطنين دون تمييز.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الحملة نجحت في تقديم ما يقرب من 400 ألف خدمة طبية مجانية في يوم واحد فقط «الجمعة الماضي»، وهو ما يعكس حجم الإقبال الكبير من المواطنين على الاستفادة من خدماتها المتنوعة، مضيفًا أن نجاح الحملة يعود إلى التنسيق بين 12 قطاعًا وهيئة صحية شاركت بفعالية في التنفيذ.
وأشار عبدالغفار إلى أن قطاع الرعاية الأساسية ساهم بتقديم 33 ألفًا و833 خدمة، بينما قدم قطاع الرعاية العلاجية 149 ألفًا و48 خدمة طبية في التخصصات المختلفة. كما استفاد عشرات الآلاف من المواطنين من المبادرات الرئاسية للصحة العامة التي اندمجت مع الحملة، حيث تم تقديم 35 ألفًا و293 خدمة عبر هذه المبادرات.
ولفت المتحدث الرسمي إلى أن قطاع الطب الوقائي كان له دور بارز في تقديم 7 آلاف و43 خدمة، فيما ساهمت الوحدات التابعة للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية بتقديم 41 ألفًا و248 خدمة. أما مبادرة دعم الصحة النفسية «صحتك سعادة» فقدمت 9 آلاف و979 خدمة متخصصة لمواطنين من مختلف الأعمار.
كما شاركت مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحي بتقديم 7 آلاف و607 خدمات، فيما أسهمت هيئة الإسعاف المصرية بـ 4 آلاف و333 خدمة إسعافية عاجلة. وفي السياق نفسه، قدمت مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة نحو 46 ألفًا و986 خدمة، في حين قدمت مستشفيات المؤسسة العلاجية 10 آلاف و572 خدمة طبية.
وأكد عبدالغفار أن أحد أهم محاور الحملة كان نشر التوعية والتثقيف الصحي بين المواطنين، حيث وصلت فرق التواصل المجتمعي إلى 45 ألفًا و568 مواطنًا في أماكن تجمعهم، مثل الميادين العامة، والمراكز التجارية، والأندية الرياضية، وذلك من خلال ندوات تثقيفية ولقاءات مباشرة لتوجيه المواطنين نحو السلوكيات الصحية السليمة، وتعريفهم بالخدمات المجانية المتاحة.
وأضاف أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الوزارة لتعزيز مفهوم «الصحة المجتمعية» التي لا تقتصر على العلاج فقط، وإنما تمتد إلى الوقاية والتثقيف الصحي، بهدف تقليل نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، ورفع وعي المواطنين بأهمية الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب.
وتؤكد وزارة الصحة أن نجاح حملة «100 يوم صحة» يعكس إصرار الدولة على تطوير خدمات الرعاية الصحية، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا، مشيرة إلى أن هذه المبادرات القومية أصبحت تمثل دعامة أساسية في استراتيجية القطاع الصحي المصري خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه، أوضح عدد من المسؤولين الميدانيين المشاركين في تنفيذ الحملة أن مستوى الإقبال الجماهيري المتزايد يوضح ثقة المواطنين في الخدمات التي تقدمها الدولة، مؤكدين أن هذه الحملة لا تقتصر على المدن الكبرى فقط، بل تصل إلى القرى والنجوع والمناطق الحدودية، بما يحقق مبدأ العدالة الصحية على أرض الواقع.
ويرى مراقبون أن حملة «100 يوم صحة» تمثل نقلة نوعية في مجال المبادرات الطبية القومية، حيث تجمع بين الخدمات العلاجية والوقائية والنفسية في آن واحد، وهو ما يجعلها نموذجًا متكاملاً للرعاية الصحية المجانية. كما أنها أسهمت في تخفيف الضغط على المستشفيات العامة من خلال تقديم خدمات عاجلة ومباشرة في نقاط قريبة من المواطنين.
وتستعد وزارة الصحة لاستكمال أعمال الحملة خلال الفترة المتبقية من المائة يوم المقررة، مع تكثيف الجهود للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، وضمان استمرارية تقديم الخدمات بنفس الكفاءة والجودة، بما يعزز فرص مصر في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وفقًا لرؤية الدولة للتنمية المستدامة 2030.
