عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءً مع السيد جينبيك كولوبايف وزير خارجية جمهورية قيرغيزستان، وذلك يوم الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥، على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وخلال اللقاء، نقل الوزير عبد العاطي تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره القيرغيزي الرئيس صدير جاباروف، مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات الممتدة بين البلدين وما تشهده من تطور ملحوظ في مختلف المجالات. وأعرب عن ترحيب مصر باعتزام الرئيس القيرغيزي القيام بزيارة رسمية إلى القاهرة، معتبرًا أن الزيارة المرتقبة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتضيف دفعة قوية لمسار العلاقات الثنائية.
الوزير المصري شدد على أن العلاقات المصرية القيرغيزية تتسم بالزخم والتطور، مشيرًا إلى وجود حرص متبادل من الجانبين على توسيع نطاق التعاون في القطاعات الاقتصادية والتجارية والتنموية، بما يعكس مصالح البلدين ويُلبي تطلعات شعبيهما. كما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودًا مكثفة لتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية، إلى جانب التعاون في التعليم والتبادل الثقافي.
من جانبه، أعرب وزير خارجية قيرغيزستان عن تقدير بلاده لمكانة مصر على المستويين الإقليمي والدولي، مشيدًا بالدور المصري في دعم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الانخراط الفاعل لمصر في القضايا الدولية المطروحة داخل الأمم المتحدة. وأكد أن بلاده تنظر إلى مصر كشريك استراتيجي في مجالات متعددة، مشددًا على تطلع بلاده إلى الاستفادة من خبرات مصر في مجالات التنمية الزراعية والموارد المائية والتعليم الفني.
كما تناول اللقاء التعاون بين البلدين في المحافل متعددة الأطراف، حيث اتفق الوزيران على أهمية استمرار التنسيق داخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز من فرص إقامة شراكات جديدة. وأوضح عبد العاطي أن مصر تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع دول آسيا الوسطى، باعتبارها منطقة ذات مكانة جغرافية وإستراتيجية مهمة، مشيرًا إلى أن التعاون مع قيرغيزستان يمثل نموذجًا للتواصل الفاعل بين مصر ودول المنطقة.
وتم خلال اللقاء استعراض فرص جديدة للتعاون الاقتصادي، حيث ناقش الطرفان سبل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والعمل على إزالة العقبات التي قد تحول دون تدفق الاستثمارات. كما تم التطرق إلى إمكانية عقد لجان مشتركة على المستوى الوزاري لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتعزيز التعاون في المجالات التي تحظى باهتمام مشترك.
وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر حريصة على دعم قيرغيزستان في مساعيها لتحقيق التنمية المستدامة، منوهًا إلى أن القاهرة ترحب بأي خطوات من شأنها دفع التعاون نحو مستويات أعلى، بما يحقق مصالح البلدين. وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق المستمر، سواء على المستوى الثنائي أو داخل الأطر الدولية المختلفة.
ويُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره محطة جديدة في مسيرة العلاقات المصرية القيرغيزية، والتي تشهد تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، خاصة مع الاهتمام المشترك بتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، إلى جانب التقارب في الرؤى تجاه القضايا الدولية الكبرى المطروحة على أجندة الأمم المتحدة.

