في إطار الجهود المستمرة لتعزيز استثمارات الدولة في رأس المال البشري، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا موسعًا مع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وبمشاركة افتراضية من السيدة إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، لمتابعة آخر تطورات مبادرة «شباب بلد»، باعتبارها النسخة المصرية من المبادرة الأممية «جيل بلا حدود» (Generation Unlimited).
وخلال الاجتماع، ناقش الأطراف الثلاثة آليات تسريع وتيرة تنفيذ المبادرة على المستوى الوطني، بما يحقق أهدافها في تمكين الشباب والفتيات، ودعم قدراتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال برامج تدريبية وتعليمية حديثة. وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن المبادرة، منذ إطلاقها في عام 2022، تحولت إلى منصة واسعة تضم أكثر من 80 جهة شريكة من الوزارات والقطاع الخاص والمنظمات الأممية، ما يعكس حجم الزخم الذي تحظى به على الساحة المصرية.
وأكدت وزيرة التخطيط أن الدولة تنظر إلى الشباب باعتبارهم المحرك الرئيسي للتنمية، وأن الاستثمار فيهم يمثل أولوية قصوى، موضحة أن مبادرة «شباب بلد» وفرت خلال العامين الماضيين فرصًا للتدريب والعمل المشترك بين مؤسسات الدولة والشركاء الدوليين، الأمر الذي يسهم في بناء قاعدة بشرية قادرة على الابتكار، والتكيف مع متغيرات سوق العمل المحلي والعالمي.
كما استعرض الاجتماع مستجدات إطلاق أكاديمية شباب بلد المقرر أن تتخذ من القاهرة مقرًا رئيسيًا لها، حيث من المنتظر أن تضم الأكاديمية منصات تعليمية رقمية، ومساحات للعمل المشترك، وبرامج لدعم ريادة الأعمال، إلى جانب خدمات الإرشاد والتوجيه، ما يجعلها حاضنة متكاملة للشباب الراغب في خوض تجارب جديدة بمجالات التكنولوجيا، المشروعات الناشئة، والاقتصاد الأخضر.
ومن جانبه، شدد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على أن المبادرة تتماشى مع رؤية الدولة المصرية في تعزيز دور الشباب كشريك أساسي في مسيرة التنمية، لافتًا إلى أن وزارته تعمل على التوسع في إدماج تقنيات التحول الرقمي والشمول المالي داخل برامج الشباب والرياضة، بما يمنح الأجيال الجديدة مهارات أكثر تنوعًا، ويؤهلهم للانخراط في سوق العمل الحديث. وأكد صبحي أن التعاون مع وزارة التخطيط والأمم المتحدة يمنح المبادرة قوة دفع إضافية، ويساعد على صياغة برامج عملية قادرة على الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الشباب.
وفي مداخلة عبر الفيديو، أعربت السيدة إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، عن تقديرها للدعم الذي توفره الحكومة المصرية لمبادرة «شباب بلد»، مؤكدة أن الأمم المتحدة تعتبر هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، لكونها تدمج بين العمل الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني في منصة واحدة. وأوضحت بانوفا أن التعاون المستمر مع الوزارات المعنية يفتح المجال أمام توسيع نطاق البرامج التدريبية، وزيادة فرص الاستفادة لفئات الشباب في مختلف المحافظات.
وأضافت بانوفا أن الأمم المتحدة ستواصل دعم المبادرة من خلال مواردها وخبراتها الدولية، لضمان استدامة البرامج والمشروعات التي تُطلق تحت مظلتها، مشيرة إلى أن نجاح «شباب بلد» في مصر يعزز من مكانتها كإحدى الدول الرائدة في تفعيل المبادرات الأممية على أرض الواقع.
ويُذكر أن الدكتورة رانيا المشاط كانت قد انضمت رسميًا في أغسطس 2024 إلى مجلس إدارة المبادرة الأممية الدولية «جيل بلا حدود»، بعد اختيارها من جانب الدكتور كيفين فري، الرئيس التنفيذي للمبادرة، ضمن مجموعة من قيادات الاقتصاد العالمي والتنفيذيين في المؤسسات الدولية الكبرى. ويُعد هذا الاختيار بمثابة شهادة دولية على الدور المصري الفعال في صياغة السياسات الداعمة للشباب.
ويعكس هذا الاجتماع الثلاثي بين وزارتي التخطيط والشباب والأمم المتحدة حجم الاهتمام المتزايد بمستقبل الشباب المصري، عبر خلق مسارات عملية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، وترسيخ ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بما يتكامل مع أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وبهذا، تواصل مبادرة «شباب بلد» مسيرتها كمنصة جامعة تضع الشباب في قلب خطط التنمية، وتمنحهم الأدوات اللازمة للمشاركة في بناء مستقبل أكثر استدامة، ليس فقط لمصر بل كنموذج يمكن تكراره على مستوى المنطقة بأكملها.
