في إطار اللقاءات الثنائية التي تشهدها الفعاليات الدولية، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعًا مع السيد نوربرت روتجن، نائب رئيس الكتلة البرلمانية الألمانية لتحالف حزبي الاتحاد الديمقراطي والاشتراكي المسيحيين، وذلك على هامش اجتماع قادة ميونخ بمدينة العُلا.
اللقاء الذي جمع الطرفين جاء ليؤكد على متانة العلاقات المصرية ـ الألمانية وحرص الجانبين على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والبرلماني بما يخدم المصالح المشتركة. حيث أشاد وزير الخارجية بما تمثله ألمانيا من شريك رئيسي لمصر في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وبرلين تشهد تطورًا ملحوظًا يعكس الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في دفعها نحو آفاق أوسع.
وخلال المناقشات، أبرز الوزير عبد العاطي أهمية التعاون البرلماني بين البلدين، معتبرًا أن تبادل الزيارات بين أعضاء البرلمان واللجان المختصة من شأنه أن يسهم في تقريب وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية. وأشار إلى أن مصر ترحب بمزيد من التواصل المؤسسي مع البرلمان الألماني لما له من دور مؤثر في صياغة السياسات الداعمة للعلاقات بين البلدين.
من جانبه، أعرب نائب رئيس الكتلة البرلمانية الألمانية عن تقديره لدور مصر المحوري في استقرار المنطقة، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز قنوات الحوار مع القاهرة، خصوصًا في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الشرق الأوسط. وأوضح أن برلين تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا أساسيًا في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث عرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية المستمرة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة تبذل كل ما في وسعها لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع بكميات كافية، رغم العراقيل الإسرائيلية المتكررة. كما أكد أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات السياسة الخارجية المصرية.
وأضاف وزير الخارجية أن مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الحل الوحيد القابل للحياة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأوضح أن غياب الحل السياسي واستمرار العدوان يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية ويهدد الأمن الإقليمي بأسره.
كما شدد الوزير عبد العاطي على أن الدور المصري في الوساطة بين الأطراف المعنية يعكس التزام القاهرة الراسخ بمسئولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا ألمانيا والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود من أجل الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
في السياق ذاته، أكد الجانبان أن التعاون الاقتصادي والاستثماري يشكل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية، حيث تمت الإشارة إلى الفرص الواعدة المتاحة في مصر في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا، وهي مجالات تحظى باهتمام خاص من الجانب الألماني.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق والتشاور في القضايا الإقليمية والدولية، وعلى أهمية استمرار التواصل بين المؤسسات التشريعية في البلدين بما يعزز من فرص الشراكة ويدعم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
هذا اللقاء يعكس حرص مصر وألمانيا على بناء علاقات أكثر عمقًا وتوازنًا، تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، وفي الوقت ذاته يعبر عن موقف مصري ثابت وواضح تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها محورًا أساسيًا لاستقرار المنطقة وحقًا أصيلًا للشعب الفلسطيني لا يقبل المساومة.
