شهد المركز الأولمبي بالمعادي ختام فعاليات مهرجان "100 مليون صحة الرياضي"، والذي أقيم خلال الفترة من 25 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر الجاري، بمشاركة واسعة من مديريات الشؤون الصحية، والهيئات الطبية، وشركات الأدوية والمستلزمات الطبية، تحت رعاية وزارة الصحة والسكان، وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان.
ويأتي المهرجان في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز الوعي المجتمعي بالصحة العامة، وتحفيز المواطنين على اتباع نمط حياة صحي يعتمد على النشاط البدني والوقاية المبكرة، كأحد أهم أهداف مبادرة “100 مليون صحة” التي أطلقتها الدولة قبل أعوام، وتواصل الوزارة تطويرها لتصبح مشروعًا وطنيًا مستدامًا في كل المحافظات.
وخلال كلمته في الحفل الختامي، أكد الدكتور خالد عبد الغفار أن المهرجان يعكس نجاح الدولة في تحويل المبادرات الطبية إلى حركة مجتمعية شاملة، تقوم على الدمج بين التوعية والممارسة، موضحًا أن “100 مليون صحة” لم تعد مجرد حملة للكشف والعلاج، بل أصبحت نموذجًا لتبني مفاهيم الوقاية واللياقة كوسيلة لحماية المواطنين من الأمراض المزمنة.
وأضاف أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بنشر ثقافة الرياضة بين العاملين في القطاع الصحي، باعتبارهم قدوة في نشر الوعي الصحي بين المواطنين، مشيرًا إلى أن فرق المديريات المشاركة في المهرجان أظهرت روحًا عالية من التعاون والانتماء، بما يعكس الوعي الجديد الذي تتبناه الوزارة في التعامل مع قضايا الصحة العامة.
وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أن ممارسة الرياضة المنتظمة تسهم في الوقاية من أمراض القلب والسكر وضغط الدم، وتخفف من آثار التوتر والضغوط اليومية، موضحًا أن هذه الرسائل ستظل محورًا أساسيًا في أنشطة المبادرات الصحية التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وخلال الفعاليات الختامية، قام الوزير بتتويج الفريق الفائز ببطولة كرة القدم التي أقيمت ضمن المهرجان، موجها الشكر للمنظمين، وللأطقم الطبية والإسعافية التي شاركت في تقديم خدمات الدعم والرعاية على مدار الحدث، مؤكدًا أن المهرجان يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الترفيه والوقاية والتثقيف الصحي.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون مبادرات الصحة العامة، أن مهرجان “100 مليون صحة الرياضي” يأتي كأحد الأنشطة الميدانية التي تعكس توجه الوزارة لدمج الجانب الوقائي بالحملات التوعوية، مضيفًا أن الوزارة تسعى لترسيخ مفهوم “الوقاية أسلوب حياة” من خلال تشجيع الرياضة والفحص المبكر والمتابعة المستمرة للحالات المزمنة.
وأشار إلى أن المهرجان جمع بين الترفيه والنشاط البدني والتثقيف الصحي في منظومة واحدة، وهو ما اعتبره أحد أبرز أهداف المرحلة الجديدة من المبادرات القومية، والتي تهدف إلى تحويل الوعي الصحي من استجابة مؤقتة إلى سلوك دائم.
كما أكدت الدكتورة منى خليفة، مدير عام الإدارة العامة للمبادرات الصحية، أن فعاليات المهرجان لم تقتصر على الأنشطة الرياضية فحسب، بل تضمنت خدمات طبية متكاملة من خلال وحدات متنقلة قدمت الكشف والفحوصات المجانية للمشاركين، وشملت:
وحدات “صحة المرأة” للكشف المبكر عن أورام الثدي.
فرق “الأمراض المزمنة” لمتابعة الضغط والسكر وتقديم الاستشارات الطبية.
خدمات توعية شاملة حول التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم.
وأضافت خليفة أن تلك الفعاليات تعكس منهج الوزارة في دمج الخدمات الطبية مع التوعية الميدانية، بحيث تصل الخدمة إلى المواطن في محيطه اليومي دون انتظار، مشيرة إلى أن الإقبال الكبير من المشاركين أظهر وعيًا متزايدًا بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر.
وفي السياق نفسه، أوضح منظمو المهرجان أن الحدث شمل تنظيم مسابقات رياضية متنوعة بين فرق العاملين في الصحة من مختلف المحافظات، إلى جانب عروض توعوية وفقرات تثقيفية للأطفال والشباب، مؤكدين أن الهدف من المهرجان هو تحفيز السلوك الإيجابي نحو الصحة العامة وربط مفهوم الوقاية بالمشاركة المجتمعية.
وأشاروا إلى أن وزارة الصحة تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى تقديم نموذج متكامل للتواصل مع المواطنين خارج الإطار التقليدي للمستشفيات والعيادات، بحيث يصبح النشاط البدني والفحص الدوري جزءًا من الحياة اليومية لكل فرد، في إطار مشروع وطني يربط بين الصحة والتنمية.
واختُتم المهرجان بحفل تكريم للمشاركين والفِرق الفائزة في البطولات الرياضية، وسط حضور واسع من العاملين في القطاع الصحي وممثلي الهيئات المشاركة، الذين أكدوا أن التجربة تمثل نقلة نوعية في جهود التوعية الصحية، ورسالة تؤكد أن الصحة مسؤولية مشتركة تبدأ من كل فرد وتمتد إلى المجتمع بأكمله.
