شهدت القمة الرابعة والعشرين لتجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، التي تستضيفها العاصمة الزامبية لوساكا، لحظة فخر جديدة لمصر، بعد إعلان فوز المصممة المصرية فريدة عيد بجائزة أفضل مصممة لعام 2025، خلال فعاليات معرض "الجلود الطبيعية تظل متميزة"، الذي ينظمه معهد الجلود والمنتجات الجلدية الأفريقي (ALLPI) على هامش القمة.
وجاء إعلان الجائزة خلال حفل رسمي لتوزيع جوائز الكوميسا، الذي شارك فيه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ضمن فعاليات القمة التي تجمع قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء لمناقشة قضايا التكامل الاقتصادي في القارة الأفريقية.
وقد تسلم الجائزة نيابة عن المصممة المصرية ممثل عن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، وسط إشادة واسعة من المشاركين بتميز التجربة المصرية في مجالات التصميم والحرف الجلدية، ودورها في دعم الصناعات الإبداعية ذات البعد الاقتصادي والثقافي داخل القارة.
وأكد معهد الجلود والمنتجات الجلدية الأفريقي (ALLPI)، في كلمته خلال الحفل، أن فوز فريدة عيد يمثل تتويجًا لمسيرة من الإبداع والحرفية العالية التي تجمع بين الأصالة والتجديد، مشيرًا إلى أن الجائزة تُمنح سنويًا لأبرز المصممين الأفارقة الذين يقدمون أعمالاً تعكس هوية القارة وتنافس على المستوى الدولي.
وأضاف المعهد أن اختيار المصممة المصرية جاء بعد تقييم أعمالها من لجنة تحكيم دولية ضمت خبراء في التصميم الصناعي والحرف اليدوية، والذين أشادوا بقدرتها على توظيف الخامات الطبيعية المصرية في تصاميم تجمع بين الحداثة والهوية التراثية.
وأوضح البيان الصادر عن المعهد أن فريدة عيد، باعتبارها أفضل مصممة أفريقية لعام 2025، ستمثل القارة في المعرض الدولي للجلود الطبيعية المقرر انعقاده في تايوان نهاية الشهر الجاري، حيث ستُعرض أعمالها ضمن مجموعة مختارة لأبرز المصممين الفائزين من مختلف دول العالم، في حدث يعد من أكبر المنصات العالمية المتخصصة في الصناعات الجلدية المستدامة.
وأشار المعهد إلى أن هذا التتويج يأتي في إطار استمرار حملة "الجلود الطبيعية تظل متميزة"، التي أطلقتها أفريقيا للعام الثالث على التوالي ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي العالمي بقيمة الجلود الطبيعية ودعم الصناعات القائمة عليها. كما يمثل فوز المصممة المصرية دليلاً عمليًا على تزايد حضور الإبداع الأفريقي في الأسواق الدولية، وترسيخ مكانة المرأة المصرية كرمز للتميّز في مجالات التصميم والفن الحرفي.
وقد شهدت الجلسة الختامية للقمة، التي شارك فيها عدد من قادة الدول الأفريقية، إشادة واضحة بالدور المتنامي للشباب الأفريقي في تطوير الصناعات الإبداعية، ودور تلك الصناعات في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة. وأكدت كلمات المشاركين أن الحرف التقليدية، وعلى رأسها صناعة الجلود، باتت تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الإقليمي ومصدرًا متجددًا للهوية الثقافية.
ومن جانبه، أعرب ممثل وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، الذي تسلم الجائزة نيابة عن المصممة المصرية، عن اعتزاز مصر بهذا التكريم، مؤكدًا أن فوز فريدة عيد يعكس التطور الكبير الذي شهدته الصناعات الجلدية المصرية خلال السنوات الأخيرة، بفضل دعم الدولة للمصنعين والمبدعين، وتشجيعها للمشروعات الصغيرة والحرفية ذات القيمة المضافة.
وأضاف أن الدولة تعمل على تعزيز تنافسية المنتج المصري في الأسواق الإقليمية والدولية من خلال مشروعات التطوير الصناعي والتدريب المهني، مشيرًا إلى أن تكريم فريدة عيد في محفل أفريقي بهذا الحجم هو نجاح جماعي لكل من يعمل في منظومة الصناعة الإبداعية في مصر.
يُذكر أن فريدة عيد تُعد من أبرز الأسماء الشابة في مجال تصميم المنتجات الجلدية، وقد شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، وتمتاز أعمالها بدمج التصميم العصري مع العناصر التراثية المصرية، ما منحها طابعًا خاصًا يميزها عن غيرها من المصممين.
ويُعد هذا الفوز خطوة جديدة تعزز مكانة مصر كواحدة من الدول الرائدة في مجال الحرف الإبداعية والصناعات الجلدية، وترسخ صورتها كحاضنة للمواهب التي تمثل القارة الأفريقية في المحافل الدولية.
وفي ختام الفعالية، وجه معهد الجلود والمنتجات الجلدية الأفريقي رسالة تقدير لمصر على دعمها الدائم لأنشطة المعهد وتعاونها المستمر في تطوير القدرات الفنية للشباب الأفريقي في مجالات التصميم والإنتاج الحرفي، مؤكدًا أن تتويج فريدة عيد هو مثال مشرف على ما يمكن أن تقدمه الكفاءات المصرية من إبداع وريادة على المستوى الدولي.
