في زيارة حملت الكثير من الرسائل الإنسانية والمجتمعية، تفقد اللواء خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، يرافقه اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، مركز العزيمة لعلاج الإدمان بالمحافظة، حيث كان في استقبالهما الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بحضور المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ.
وخلال جولته داخل المركز، أعرب اللواء خالد فودة عن إعجابه بالمستوى المتطور للخدمات المقدمة، مشيدًا بما وصفه بـ"الواحة العلاجية العالمية" التي تمثل نموذجًا يحتذى به في تقديم الدعم والرعاية للمتعافين من الإدمان، مؤكدًا أن التجربة جديرة بالتعميم في المحافظات الأخرى التي ما زالت تفتقر إلى خدمات علاج الإدمان المتخصصة.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية إلى أن مركز العزيمة بأسوان يعكس توجه الدولة الحقيقي نحو بناء الإنسان المصري، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مشددًا على ضرورة تكثيف التوعية بخطورة التعاطي وتشجيع الراغبين في العلاج على التوجه للمراكز المتخصصة التي تقدم خدماتها مجانًا وفي سرية تامة.
وأوضح اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أن مركز العزيمة يمثل تجربة ناجحة على مستوى تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية للمتعافين، مؤكدًا أن دوره لا يتوقف عند العلاج الطبي فقط، بل يمتد إلى إعادة دمج المتعافين في المجتمع عبر برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وورش التدريب المهني التي تساعدهم على اكتساب مهارات جديدة تمكّنهم من العودة إلى سوق العمل بثقة واستقلالية.
وأضاف المحافظ أن المركز يأتي ضمن المبادرة التي أطلقتها المحافظة في مايو الماضي تحت شعار "أسوان بلا إدمان"، والتي تستهدف القضاء على الظاهرة من جذورها من خلال العمل على ثلاثة محاور رئيسية: مكافحة الاتجار بالمخدرات، وتوفير العلاج المجاني، والتوعية المجتمعية بمخاطر التعاطي. وأوضح أن المبادرة شهدت تفاعلًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع الأسواني، ما ساهم في نجاحها وتحقيق نتائج ملموسة.
وخلال الجولة، التقى اللواء خالد فودة ومحافظ أسوان بعدد من المتعافين داخل المركز، الذين أعربوا عن امتنانهم لما تقدمه الدولة من دعم حقيقي وفرص جديدة للحياة، مشيرين إلى أن البرامج التأهيلية داخل المركز ساعدتهم على تجاوز مرحلة الإدمان واستعادة الثقة بأنفسهم.
من جانبه، استعرض الدكتور عمرو عثمان جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في تنفيذ محاور الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن الصندوق يمثل الآلية الوطنية المعتمدة في مصر للحد من الطلب على المواد المخدرة، من خلال مزيج متكامل من البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية.
وأشار "عثمان" إلى أن الخدمات العلاجية تُقدم مجانًا عبر 35 مركزًا تابعًا للصندوق أو بالشراكة مع الخط الساخن "16023"، منتشرة في 20 محافظة، بعدما كان عددها لا يتجاوز 12 مركزًا فقط في عام 2014. وأضاف أن العام الجاري شهد تقديم العلاج لأكثر من 114 ألف مريض إدمان جديد ومتابع، مؤكدًا أن جميع الخدمات تُقدم وفقًا للمعايير الدولية وبسرية تامة.
وأوضح مدير الصندوق أن مركز العزيمة بأسوان استقبل خلال الأشهر الماضية نحو 2500 مريض من أبناء المحافظة، تلقوا خدمات علاج وتأهيل متكاملة، تشمل العلاج الطبي والدعم النفسي والبرامج التأهيلية، بالإضافة إلى التدريب المهني في ورش النجارة والسباكة والمهن الحرفية المختلفة، كجزء من برنامج "العلاج بالعمل" الذي يهدف إلى بناء شخصية المتعافي وتأهيله لمستقبل أفضل.
وأشار إلى أن الصندوق لا يكتفي بالعلاج فحسب، بل يمتد دوره إلى التوعية المجتمعية عبر حملات مستمرة تستهدف المدارس والجامعات ومراكز الشباب والمناطق السكنية الجديدة، مؤكدًا أنه تم تنفيذ أكثر من 13 ألف نشاط توعوي خلال العام الجاري فقط، بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية.
كما أعلن "عثمان" عن إطلاق أول برنامج أكاديمي من نوعه في الشرق الأوسط، بالتعاون مع جامعة بنها، يمنح الخريجين "ليسانس علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية" بنظام الساعات المعتمدة، اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026، بهدف إعداد كوادر مؤهلة علميًا ومهنيًا في هذا المجال الحيوي.
واختتم "عثمان" تصريحاته بالتأكيد على أن تجربة صندوق مكافحة الإدمان أصبحت نموذجًا يحتذى به في المنطقة العربية، بفضل استراتيجيتها الشاملة التي لا تقتصر على العلاج، بل تمتد إلى التأهيل والتمكين الاقتصادي للمتعافين، مشيرًا إلى أن الصندوق أسس شبكة من أكثر من 34 ألف متطوع من الشباب لتنفيذ برامج التوعية والوقاية في مختلف المحافظات، إيمانًا بدورهم الحيوي في بناء مجتمع خالٍ من الإدمان.
