شهدت محافظة بني سويف، صباح اليوم، انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان النباتات الطبية والعطرية، بمشاركة محافظي بني سويف والفيوم، ورئيس هيئة تنمية الصعيد، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والخبراء وممثلي الهيئات المحلية والدولية، وذلك في إطار دعم الدولة لتطوير هذا القطاع الواعد الذي يمثل أحد أهم موارد التنمية في صعيد مصر.
ويأتي المهرجان هذا العام تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وتنظمه هيئة تنمية الصعيد بالتعاون مع محافظة بني سويف، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين. ويشارك في فعالياته أكثر من 200 عارض من الشركات العاملة في إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية، إضافة إلى حضور ما يقرب من 1000 زائر من مختلف المحافظات.
منصة للتكامل بين الدولة والمجتمع
وخلال الافتتاح، أكد اللواء مهندس عمرو عبد المنعم، رئيس هيئة تنمية الصعيد، أن المهرجان يعكس التزام الدولة بتعظيم الاستفادة من الموارد الزراعية في صعيد مصر وتحويلها إلى فرص اقتصادية مستدامة، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على دعم سلاسل القيمة في قطاع النباتات الطبية والعطرية من خلال مشروعات تنموية تستهدف التصنيع الزراعي، ورفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
وأوضح أن الهيئة تضع في مقدمة أولوياتها تحقيق التكامل بين المنتجين المحليين والمستثمرين والمصدرين، بما يضمن الاستفادة القصوى من المحاصيل الزراعية ذات القيمة العالية، مشيرًا إلى أن صعيد مصر يمتلك مقومات طبيعية وبشرية تؤهله لأن يكون مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية.
وأضاف أن فعاليات المهرجان هذا العام تشهد توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة تنمية الصعيد ومحافظة بني سويف لإدارة وتشغيل مصنع تجفيف الحاصلات الزراعية والنباتات الطبية والعطرية بمدينة سمسطا، وهو المشروع الذي يمثل خطوة مهمة نحو توطين الصناعات الزراعية وتعظيم العائد الاقتصادي للمزارعين المحليين.
دعم رئاسي وجهود حكومية متكاملة
من جانبه، أعرب الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، عن تقديره للدعم المستمر من القيادة السياسية لتنمية صعيد مصر، مؤكدًا أن تنظيم المهرجان تحت رعاية مجلس الوزراء يجسد الاهتمام الحكومي المتزايد بقطاع النباتات الطبية والعطرية، لما يمثله من أهمية استراتيجية في تعزيز الصادرات المصرية وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
وأشار المحافظ إلى أن بني سويف تمتلك مساحات واسعة من الأراضي الصالحة لزراعة النباتات الطبية والعطرية، إلى جانب وجود مزارعين ذوي خبرة طويلة في هذا المجال، مما يجعلها مؤهلة لتكون نموذجًا للمحافظات المنتجة والمصدّرة لتلك المحاصيل.
كما أكد الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، أن محافظته تُعد من أكبر المحافظات المنتجة للنباتات الطبية والعطرية، مشيرًا إلى أن المهرجان يمثل فرصة للتعاون وتبادل الخبرات بين المحافظات المنتجة، بما يسهم في تطوير منظومة الزراعة والتسويق والتصنيع.
وأضاف أن التعاون بين المحافظات وهيئة تنمية الصعيد والشركاء الدوليين من شأنه أن يعزز من مكانة مصر على خريطة الإنتاج العالمي للنباتات الطبية والعطرية، خاصة مع تزايد الطلب العالمي عليها واستخدامها في الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل.
حضور دولي ومشاركة مؤسسية واسعة
وشهدت فعاليات الافتتاح حضورًا لافتًا لممثلي المؤسسات الدولية المشاركة، من بينهم ريجانا كولمان، مدير الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ولوكا إيطر، رئيس مكتب التعاون الدولي بسفارة سويسرا، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذين أكدوا دعمهم المستمر لمبادرات التنمية المستدامة في صعيد مصر.
كما شارك في المهرجان عدد من رؤساء الهيئات والمجالس التصديرية، منهم الدكتور طارق الهوبي رئيس هيئة سلامة الغذاء، والمهندس أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية، والنائب عبد الحميد دمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى جانب ممثلي الشركات المحلية والعالمية العاملة في المجال.
وتخللت الفعاليات جولات تفقدية لأجنحة العارضين وعروض توضيحية حول أحدث أساليب التجفيف والاستخلاص والتعبئة للنباتات الطبية والعطرية، بالإضافة إلى ندوات علمية ناقشت سبل دعم التصدير وتطبيق معايير الجودة العالمية.
نحو مستقبل مستدام للقطاع
وأكد رئيس هيئة تنمية الصعيد في ختام كلمته أن الهيئة ستواصل تنفيذ مشروعاتها التنموية التي تستهدف دعم المزارعين وتحسين بيئة الاستثمار الزراعي في الصعيد، مشيرًا إلى أن التعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين سيظل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل إمكانات الصعيد إلى قوة اقتصادية منتجة تدعم الاقتصاد الوطني.
