في إطار حرص الدولة على دعم الصناعات اليدوية والتراثية وتمكين المرأة اقتصاديًا، قامت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الأربعاء، بتفقد جناح معرض "ديارنا للحرف اليدوية والتراثية" المقام بمطار شرم الشيخ الدولي، والذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات التنموية.
وخلال جولتها داخل أروقة المعرض، حرصت الوزيرة على تفقد المعروضات التي تمثل مزيجًا من التراث المصري الأصيل والإبداع العصري، حيث شملت المنتجات المعروضة المنتجات السيناوية التراثية من مشغولات يدوية ومنسوجات وأعمال تطريز وأدوات منزلية من خامات البيئة المحلية، إلى جانب منتجات حرفية أخرى من محافظات مختلفة شاركت في المعرض.
كما توقفت الدكتورة مايا مرسي أمام مجموعة من الأجنحة التي تشارك فيها سيدات من شمال وجنوب سيناء، مشيدة بجودة المنتجات التي تمثل تراثًا عريقًا يعكس مهارة المرأة السيناوية وقدرتها على الإبداع والتجديد في آن واحد.
وخلال لقائها بالحرفيات، استمعت الوزيرة إلى عدد من الملاحظات والمقترحات حول سُبل دعم التسويق الدائم للمنتجات بعد انتهاء المعارض الموسمية، مؤكدة أن الوزارة تعمل على توسيع نطاق التسويق الإلكتروني لمنتجات “ديارنا” من خلال المنصات الرقمية والمعارض الدائمة في المحافظات.
وأعربت المشاركات من السيدات الحرفيات عن سعادتهن بزيارة الوزيرة، مؤكدات أن وجودها بينهن يعكس اهتمام الدولة الحقيقي بتمكين المرأة المنتجة ودعمها في مواجهة التحديات الاقتصادية، خاصة في المناطق الحدودية والنائية. وأشرن إلى أن منتجاتهن تلقى إقبالًا كبيرًا من الزوار والسائحين بمطار شرم الشيخ، حيث تمثل الهدايا التراثية المصرية عنصر جذب للوافدين من مختلف الدول.
من جانبها، أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن معرض “ديارنا” أصبح أحد العلامات البارزة في دعم الحرف اليدوية المصرية، مشيرة إلى أنه من أقدم المعارض الوطنية في هذا المجال، إذ انطلق لأول مرة عام 1964، واستمر حتى اليوم ليصبح منصة تسويقية مهمة للحرفيين والحرفيات في جميع أنحاء الجمهورية.
وأضافت الوزيرة أن إقامة جناح للمعرض في مطار شرم الشيخ الدولي يحمل دلالة رمزية قوية، إذ يتيح فرصة للتعريف بالهوية الثقافية المصرية أمام السائحين ويعزز الاقتصاد المحلي القائم على المنتج التراثي، مؤكدة أن الوزارة ستواصل التوسع في هذه التجربة داخل مطارات وموانئ سياحية أخرى خلال الفترة المقبلة.
ولفتت الدكتورة مايا مرسي إلى أن استراتيجية الوزارة ترتكز على دعم مشروعات التمكين الاقتصادي للمرأة، وخاصة في المناطق التي تشهد صعوبات في فرص العمل، من خلال التدريب على الحرف اليدوية وتوفير قروض صغيرة ودعم لوجيستي لتسويق المنتجات داخل وخارج مصر، مضيفة أن هناك توجها لتكثيف التعاون مع الوزارات المعنية والقطاع الخاص لفتح أسواق جديدة لهذه المنتجات.
كما تناولت جولتها بمدينة شرم الشيخ تفقد القرية التراثية برفقة اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، للوقوف على جاهزيتها تمهيدًا لافتتاحها الرسمي قريبًا، حيث تمثل القرية مشروعًا سياحيًا وتنمويًا يسعى إلى الحفاظ على التراث السيناوي وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة.
وأكدت الوزيرة أن القرية التراثية ستكون مركزًا دائمًا لعرض منتجات “ديارنا” ونتاج مشروعات الأسر المنتجة، إلى جانب كونها مقصدًا سياحيًا يعكس ملامح التراث المصري المتنوع، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتشجيع الاستثمار في الصناعات التراثية.
يُذكر أن زيارة الوزيرة جاءت على هامش مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، الذي يُعقد بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وفود من أكثر من 190 دولة.
واختتمت الدكتورة مايا مرسي جولتها بتأكيدها أن وزارة التضامن الاجتماعي تولي اهتمامًا خاصًا بمبادرة “ديارنا” لما تمثله من فرصة حقيقية لدعم الحرفيات والأسر المنتجة، مشيرة إلى أن الوزارة لن تدّخر جهدًا في تطوير منظومة التسويق والتدريب والتمويل بما يضمن استدامة تلك المبادرات وتحقيق أثر اقتصادي مباشر على حياة آلاف الأسر في مختلف المحافظات.
وأضافت أن تمكين المرأة المنتجة لا يتوقف عند حدود الدعم المادي، بل يمتد إلى تغيير الثقافة المجتمعية نحو تقدير العمل اليدوي كأحد ركائز التنمية المستدامة والحفاظ على الهوية الوطنية.
وبذلك يواصل معرض “ديارنا” رسالته التي تمتد لأكثر من ستة عقود، مؤكدًا أن التراث المصري لا يزال حيًّا في أيادٍ قادرة على الإبداع والإنتاج، ومترسخًا في وجدان كل من يسعى إلى بناء مستقبل يحفظ أصالة الماضي ويحتفي بروح الحاضر.
