في خطوة تعكس الزخم المتزايد في العلاقات الاقتصادية بين القاهرة ولندن، بدأ جهاز التمثيل التجاري المصري استعداداته لعقد منتدى الأعمال المصري البريطاني، والمقرر انعقاده بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء البريطاني إلى مصر مطلع ديسمبر المقبل، في إطار دفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين نحو آفاق أوسع من التعاون.
وعقد الجهاز الاجتماع التنسيقي الأول برئاسة الدكتور عبد العزيز الشريف، وكيل أول وزارة التجارة والصناعة ورئيس جهاز التمثيل التجاري، بمشاركة المكتب التجاري المصري في لندن، والسفارة البريطانية بالقاهرة، ووزارة الاقتصاد والتجارة البريطانية، إلى جانب عدد من الوزارات والهيئات المصرية المعنية، لبحث ترتيبات المنتدى ومحاوره الرئيسية.
شارك في الاجتماع ممثلون عن وزارات الخارجية، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب ممثلين عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والهيئة العامة للتنمية الصناعية، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والمجلس الأعلى للسيارات، وصندوق مصر السيادي، وعدد من الجهات الأخرى ذات الصلة.
وأكد الدكتور عبد العزيز الشريف خلال الاجتماع أن المنتدى يأتي تتويجًا لمسار طويل من التعاون بين مصر والمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو توحيد الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص في الجانبين لوضع تصور شامل يُسهم في إنجاح أعمال المنتدى وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأوضح الشريف أن الاجتماع ناقش القطاعات ذات الأولوية التي سيُركز عليها المنتدى، وفي مقدمتها الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والتصنيع المتقدم، والبنية التحتية، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والتعليمية واللوجستية، وهي مجالات تمثل فرصًا واعدة للتعاون المشترك واستثمارات جديدة بين الجانبين.
وأضاف أن المنتدى سيتضمن جلسات نقاشية متخصصة واجتماعات مباشرة بين رجال الأعمال من البلدين (B2B Meetings)، إلى جانب مائدة مستديرة للاستثمار بمشاركة ممثلين عن كبرى الشركات البريطانية والمصرية، موضحًا أنه من المتوقع أن يشهد المنتدى توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات لتعزيز التعاون في مجالات متعددة.
وأشار رئيس جهاز التمثيل التجاري إلى أن المنتدى يعكس بوضوح عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة ولندن، لافتًا إلى أن بريطانيا تعد من أبرز الشركاء التجاريين لمصر، كما تمثل سوقًا مهمة للمنتجات المصرية، في حين تُعد مصر بوابة رئيسية لدخول الاستثمارات البريطانية إلى القارة الإفريقية.
وشدد الشريف على أن المنتدى لا يقتصر فقط على بحث ملفات التعاون التجاري والاستثماري، بل يمتد ليكون منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في قضايا الابتكار والتحول التكنولوجي، بما يدعم جهود الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق بين الجهات المعنية في الجانبين المصري والبريطاني خلال الأسابيع المقبلة للانتهاء من وضع أجندة المنتدى بشكل نهائي، وضمان تنظيم حدث يعكس مكانة مصر الاقتصادية والإصلاحات الجارية لتحسين مناخ الاستثمار.
ويُعد منتدى الأعمال المصري البريطاني المرتقب مناسبة محورية لتأكيد عمق العلاقات بين البلدين، وفتح مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات دولية، ما يجعل القاهرة مركزًا جاذبًا للتجارة والاستثمار البريطاني في الشرق الأوسط وإفريقيا.
