في خطوة تعكس التحول الجذري في منظومة التعليم الفني والتكنولوجي في مصر، ترأس الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماع المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، حيث شهد الاجتماع الموافقة على مجموعة من القرارات الإستراتيجية التي من شأنها تعزيز دور الجامعات التكنولوجية كقاطرة للتنمية ومجال جذب للاستثمار المعرفي.
وشهد الاجتماع، الذي حضره الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس وعدد من القيادات الأكاديمية، الموافقة المبدئية على تدشين جامعتين تكنولوجيتين جديدتين في بلبيس والعريش، تضم تخصصات متقدمة مثل الصناعة والطاقة، والسياحة والخدمات، والعلوم الصحية التطبيقية، مما يعكس توجه الدولة نحو التوسع في أقاليم جديدة وربط التعليم بسوق العمل المحلي.
كما تمت الموافقة على استحداث كليات وبرامج دراسية نوعية، أبرزها كلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي بعدد من الجامعات، وكلية الزراعة الذكية بجامعة سمنود، بالإضافة إلى برامج غير تقليدية مثل تكنولوجيا صناعة الحلي، والأثاث، والطاقة المتجددة، بما يعكس استشرافًا لمتطلبات المستقبل.
وأكد الوزير خلال الاجتماع أن التعليم التكنولوجي لم يعد مجرد مسار بديل، بل أصبح مسارًا موازيًا لا يقل أهمية عن التعليم الأكاديمي التقليدي، مشددًا على أهمية دعم البنية التحتية، والكوادر المؤهلة، وتطوير المناهج باستمرار، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية والتعاون مع مؤسسات الصناعة.
وفي إطار الاهتمام بتأهيل الخريجين للعمل في السوق الدولي، أقر المجلس إنشاء مكتب مركزي لنقل التكنولوجيا داخل المجلس، إلى جانب وحدات فرعية في كل جامعة تكنولوجية، كما وافق على اللائحة المالية للبرامج الدولية، ما يعزز من فرص التبادل الأكاديمي وفتح آفاق للطلاب على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي خطوة تُعد الأولى من نوعها، تم توقيع عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع جهات صناعية وعلمية داخل مصر وخارجها، منها شركات كبرى وهيئات دولية مثل الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، وعدد من الجامعات العربية والأفريقية، ما يدعم تنفيذ مشروعات تدريبية وتطبيقية مشتركة.
وفي سياق متصل، وافق المجلس على بدء الدراسة بعدد من البرامج الجديدة خلال العام الجامعي 2025/2026، منها برنامج تكنولوجيا السكك الحديدية، وتكنولوجيا البترول، بالإضافة إلى تعديل مسمى بعض البرامج لتتماشى مع المعايير المهنية والوظيفية المعتمدة.
يُذكر أن المجلس ناقش خلال الجلسة أوضاع طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وأقر وقف القبول المباشر لهم مع إتاحة نسبة مرنة ضمن التنسيق الموحد، كما وافق على تطبيق نظام المقاصة العلمية لخريجي المعهد الفني للقوات المسلحة لتأهيلهم للحصول على درجة البكالوريوس المهني.
ويُعد هذا الاجتماع نقطة تحول رئيسية تعزز من مكانة الجامعات التكنولوجية في المشهد التعليمي المصري، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب للحصول على تعليم تطبيقي متقدم، يرتكز على المهارة والابتكار والتأهيل المباشر لسوق العمل المحلي والدولي.
