الرئيسية > اقتصاد > د. علاء عزت يكتب: الحِجاب والمحجَبات
د. علاء عزت يكتب: الحِجاب والمحجَبات
✍️ بقلم: محرر غير معروف |
🗓 2022-08-02 |
📁 اقتصاد |
👁 12 مشاهدة
بِدايةً لست هُنا بصدد مناقشة المسألة الشرعية في الوجوب بالنسبة للحجاب من عدمه، فَجَليٌ حث الديانات السماوية على الإلتزام بالملبس، يهودية كانت أو مسيحية أو إسلامية، كما أنى لست بصدد مناقشة تطابق المظهر مع الجوهر، فإعتقادي الخاص بكفاية حِجاب العقل لينعكس على حِجاب السلوك، ومن ثَم الملبس إذا لزم الأمر وقَنُع الفرد، ولا بصدد إنعكاس الملبس على المخبر، فللأسف تَمَسّكَنا بالمظهر وتَرَدىَ المخبر.\r\n\r\nإنما اتناول هذا المظهر المستشري بملابس يَدَعيِ لابسيها أنها لِباس \"حِجاب\" والحِجاب منها براء، فالغرض في أصل الحِجاب هو \"ما لا يَشِف ولا يكشف مُباشرة أو تكويناً\" .. فإذا بنا نُشاهَد بالشوارع والطرقات وجميع المجالات بنطلونات إسترتش أكثر إغراءاً من المايوهات، وبلوزات كاسِمة راسِمة أشد إيحاءاً من ملابس السهرات، بل وشعر مُسدل على الجبهات بألوان وفورمات تتبع أحدث الصيحات، وما بالك من زاعق روائح البارفانات، وخِتاماً طريقة مَشيهن وعِلو الصوت ويا حسرتاه على نابز الألفاظ وتدخين الشيشات حقيقةً مَظهر مُقزز يدعو للحزن والرثاء والحسرات.\r\n\r\nالملبس حرية شخصية وقناعة تربوية وإمكانية مادية، وبالتالي فلا يحق لإنسان التدخل في زي أو مظهر إنسان، إنما أن يتعلق الأمر بمظهر يَدَعيِ أصحابه أنه إتباعاً لتعاليم الإسلام، فهنا وجبت الوقفة بشدة وصرامة ضد هذا العبث والتسيب اللا مسؤل، الذي لا يرتضيه إلا ناقص أو مريض أو من به غرض أو عِلة هذيان.\r\n\r\nتَقَزَّم دور الأسرة وإختفى دور المدرسة وإضمحل دور القدوة وصار دور الإعلام مُغَيِب ودور المسجد والأزهر مجال تساؤل وحزنٌ بان، أنا لستُ من المتشددين بل ولا أدعو أحد لا للإلتزام أو الإحتشام أو البعد أو الإتباع لتعاليم الدين، ولكنى كارِه ومشمئز بل وحانق ممن يدعين \"إرتداء\" لباس حِجاب ولا علاقة لم يرتدين \"للحِجاب\" من قريب أو بعيد.\r\n\r\nهذا مَظهر تَسَيُب عام، وإختلال مَرَضيِ في المفاهيم، بل والسلوك المنهار بوجه تام، والحق أقول فذاك لا ينتقص من إلتزام الكثيرات بزي الحجاب وغير الحجاب كما ينبغي بالمنال، فالمرأة كُل المجتمع، وليست النصف كما مُتَبَع، هي الأساس لكل ما هو خير، فكيف إذا إختل ميزان أبجديات الفِكر.\r\n\r\nكلماتي تُحزِنُنى بتسطيرها، ولكنها إنكار لسلوك ذميم ومظهر دميم، وتفشي مُهين وتراخى سقيم ، وإنعدام تام للنَسَق القويم.\r\n<blockquote>\r\n<h4>* د. علاء عزت خبير إدارة الكوارث مانشيستر استشاري إدارة النظم الصحية وكيل وزارة الصحة</h4>\r\n</blockquote>