في خطوة عملية لدعم ضحايا ومصابي الألغام بمحافظة مطروح، أجرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جولة تفقدية لمركز الأطراف الصناعية بالمحافظة، حيث شهدت تسليم وصيانة 100 طرف صناعي لمصابين تأثرت حياتهم بفعل الألغام المزروعة في المناطق الحدودية.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الحكومة لتعزيز الدعم التنموي والإنساني بالمناطق الحدودية، وامتدادًا لتوجيهات القيادة السياسية بتوطين صناعة الأطراف الصناعية في مصر، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقديم خدمات متطورة لمصابي الحوادث والألغام.
وأجرت الوزيرة حوارًا مباشرًا مع عدد من المستفيدين وأسرهم، استمعت خلاله لتجاربهم والتحديات التي يواجهونها، مؤكدة أن الدولة تضع ملف إعادة تأهيل المتضررين على رأس أولوياتها، وتسعى لتوفير أجهزة تعويضية بمعايير عالمية، تضمن إعادة دمجهم في المجتمع ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية.
كما تابعت الوزيرة ميدانيًا مراحل تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية داخل المركز، وأكدت على أهمية استدامة عمليات الصيانة والمتابعة، وتقديم الدعم النفسي والفني للمصابين، مشيدة بالتعاون القائم بين المركز والجهات العسكرية المتخصصة، وعلى رأسها مركز الطب الطبيعي والتأهيلي للقوات المسلحة.
وفي سياق متصل، كشفت المشاط عن تطورات الشراكة الدولية لتطوير منظومة الأطراف الصناعية، خاصة في ضوء التعاون الفني مع الجانب الألماني، وتنفيذًا لما تم التوقيع عليه مؤخرًا مع الحكومة الصينية لدعم إعداد دراسات جدوى لمشروع قومي يستهدف تعزيز القدرات التصنيعية لمصر في هذا المجال الحيوي.
الجدير بالذكر أن وزارة التخطيط تحتضن الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام، التي تأسست عام 2007، وتعد الجهة الوطنية المنوط بها تنسيق الجهود الحكومية والمدنية والعسكرية في ملف إزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي، وهي المنطقة التي تحمل عبءًا تاريخيًا من بقايا الحروب العالمية.
وأكدت المشاط أن ما يتم من دعم في هذا الملف يتجاوز كونه عملاً خيريًا أو إنسانيًا، بل هو استثمار في العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، ويعكس التزام الدولة بمد يد العون لكل من تضرر من أخطار الحرب وآثارها طويلة الأمد
