في لحظة استثنائية جمعت بين الفن والجمهور والفضاء المفتوح، شهد إستاد الإسكندرية الرياضي انطلاقة غير مسبوقة لمهرجان "صيف الأوبرا 2025"، الذي افتتحه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، وسط حضور فاق 4 آلاف متفرج، في تزامن رائع مع احتفالات المدينة بعيدها القومي.
الحدث الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية هذا العام، خرج من إطاره التقليدي ليحط رحاله في قلب الإستاد، كخطوة جديدة لمد جسور الفن الرفيع إلى جمهور أوسع، ضمن توجه وزارة الثقافة نحو نشر العدالة الثقافية، والوصول بالخدمة الإبداعية إلى شرائح متنوعة من الشعب.
وأكد وزير الثقافة أن نقل عروض الأوبرا من القاعات المغلقة إلى ساحات عامة يأتي تأكيدًا على أن الثقافة لا تعرف الحواجز، وأن الجمهور المصري يستحق أن يحيا تجارب فنية راقية في أقرب مكان إليه. وأضاف: "الإستاد ليس فقط مكانًا للرياضة، بل يمكن أن يكون مساحة للفن، للموسيقى، وللوجدان المشترك".
أما محافظ الإسكندرية فأشاد بالحضور الجماهيري الكثيف وتفاعل المواطنين مع العروض، معتبرًا المهرجان رسالة حضارية تعكس قوة التعاون بين مؤسسات الدولة في استخدام الفن كأداة ناعمة للتغيير الإيجابي وترسيخ قيم الانتماء والجمال.
انطلقت أولى أمسيات المهرجان بعرض لفرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو محمد الموجي، حيث مزجت الفرقة بين الطرب الأصيل والإيقاع المعاصر في مجموعة مختارة من الأغنيات التي ألهبت حماس الجمهور، أعقبها صعود النجم إيهاب توفيق إلى المسرح وسط موجة من التصفيق والهتاف، ليقدّم وصلة غنائية امتدت لأكثر من ساعة، ضمّنها باقة من أشهر أعماله التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب.
ويمتد برنامج المهرجان حتى الخميس 31 يوليو، حافلاً بعروض موسيقية متنوعة تُرضي مختلف الأذواق، من الماريمبا إلى البوب، ومن الطرب إلى الموسيقى الإلكترونية، بمشاركة كوكبة من النجوم مثل نسمة عبد العزيز، ريهام عبد الحكيم، أحمد جمال، هشام عباس، فريق وسط البلد، هشام خرما، وخالد سليم.
ويُعد مهرجان “صيف الأوبرا 2025” نموذجًا حيًا لتحول الثقافة إلى ممارسة يومية متاحة للجميع، ورسالة واضحة بأن الإبداع قادر على العبور إلى كل قلب حين يُقدّم بصدق ويصل في وقته المناسب.
