في إطار دعم الدولة للتعليم الفني وربط مخرجاته بسوق العمل، افتتح وزير العمل محمد جبران، يرافقه المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، مدرسة نصار جروب الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة قليوب، وذلك على هامش جولة ميدانية شملت تفقد عدد من المشروعات الصناعية بالمحافظة.
وكان في استقبال الوزير والمحافظ النائب مجاهد نصار، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات نصار، الذي استعرض أمام الوفد تاريخ الشركة الممتد منذ تأسيسها عام 1971، حين انطلقت من مصنع صغير لإنتاج الأسلاك الصلبة، وصولًا إلى ما حققته اليوم من توسعات جعلتها إحدى الكيانات الصناعية الرائدة في مجال إنتاج المسامير والأسلاك المعدنية.
وخلال الجولة، أشاد الوزير جبران بقصة نجاح المجموعة، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بتشجيع القطاع الخاص وتوفير المناخ المناسب للاستثمار، باعتباره شريكًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل للشباب. وأوضح أن إنشاء مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية داخل الكيان الصناعي يمثل خطوة نوعية في دمج التعليم الفني مع الواقع العملي، بما يتيح للطلاب تدريبًا ميدانيًا مباشرًا يؤهلهم للالتحاق بسوق العمل فور التخرج.
وأشار الوزير إلى أن مدرسة نصار جروب الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية ستسهم في تخريج كوادر فنية مؤهلة ومدربة على أحدث تكنولوجيا التصنيع، وهو ما يتوافق مع رؤية الدولة في تطوير التعليم الفني وربطه بالاحتياجات الفعلية للصناعة. وأضاف أن الوزارة حريصة على دعم مثل هذه النماذج الناجحة التي تمثل تكاملاً حقيقيًا بين التعليم والإنتاج.
من جانبه، أكد محافظ القليوبية أن المحافظة تعمل على تشجيع الاستثمار الصناعي وتذليل العقبات أمام المستثمرين، مشيرًا إلى أن وجود كيان بحجم "نصار جروب" بما يملكه من استثمارات تصل إلى نحو 7 مليارات جنيه، يوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويدعم خطة الدولة في تحقيق التنمية المتوازنة داخل المحافظات.
كما أوضح المحافظ أن إنشاء المدرسة الجديدة يعد إضافة نوعية لمنظومة التعليم الفني في القليوبية، التي تستهدف رفع كفاءة العمالة المحلية وتزويدها بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة ورفع القدرة التنافسية للمنتج المصري.
وخلال تفقد المصنع، استعرض القائمون على إدارة المجموعة خطوط الإنتاج المتطورة، التي يعمل بها نحو 3500 عامل، مؤكدين أن سياسة الشركة تعتمد على الاستثمار المستمر في تحديث التكنولوجيا وتطوير الموارد البشرية. ولفتوا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعات إضافية تستهدف فتح أسواق جديدة للتصدير وزيادة القدرة الإنتاجية.
النائب مجاهد نصار، رئيس مجلس الإدارة، أوضح في كلمته أن قصة نجاح "نصار جروب" هي انعكاس لإصرار جيل من الصناع المصريين على مواجهة التحديات والانطلاق بالصناعة الوطنية إلى آفاق أوسع. وأضاف أن الشركة بدأت بإمكانات محدودة قبل أكثر من خمسين عامًا، لكنها استطاعت بفضل العمل الجاد والاستثمار المتواصل أن تتحول إلى كيان صناعي ضخم يسهم بفاعلية في دعم الاقتصاد المصري.
وأشار نصار إلى أن إنشاء المدرسة التطبيقية جاء بدافع من المسؤولية المجتمعية للمجموعة، ورغبتها في تأهيل أجيال جديدة من الفنيين المهرة، موضحًا أن الطلاب سيتلقون تدريبًا عمليًا داخل المصنع على مختلف مراحل الإنتاج، إلى جانب دراستهم الأكاديمية داخل المدرسة، وهو ما يضمن تخريج كوادر مدربة وفقًا لاحتياجات السوق المحلي والعالمي.
كما أكد أن المجموعة ستواصل الاستثمار في العنصر البشري، سواء من خلال العمالة القائمة أو عبر تأهيل طلاب المدرسة الجديدة، مشددًا على أن الصناعة المصرية لن تنهض إلا بسواعد الشباب الماهر والمدرب.
وشدد وزير العمل خلال الجولة على أن مثل هذه التجارب تمثل نموذجًا يحتذى به، داعيًا باقي المستثمرين ورجال الصناعة إلى المساهمة في إنشاء مدارس تطبيقية مماثلة. وأوضح أن الدولة تقدم كل الدعم لهذه المبادرات التي تمثل شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص.
وأضاف أن الوزارة تعمل على خطة متكاملة لتوسيع نطاق التعليم الفني التطبيقي في مختلف المحافظات، وربطها بمراكز التدريب المهني التابعة للوزارة، حتى تصبح مصر مركزًا إقليميًا لإعداد العمالة الماهرة التي يحتاجها سوق العمل المحلي والإقليمي.
من جانب آخر، أكد محافظ القليوبية أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بالمناطق الصناعية بالمحافظة، وتعمل على رفع كفاءتها وتوفير الخدمات الأساسية بها، لتكون قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات. وأوضح أن المصنع يمثل قصة نجاح ليس فقط على المستوى الصناعي، وإنما أيضًا في مجال المسؤولية المجتمعية، من خلال دعمه للتعليم وتوفير فرص عمل للشباب.
وفي ختام الجولة، عبر الوزير عن تقديره للجهود المبذولة من جانب مجموعة نصار، مؤكدًا أن الدولة تسعى دائمًا لتمكين القطاع الخاص وتوفير المناخ المناسب له، باعتباره شريكًا رئيسيًا في دفع عجلة التنمية وتحقيق رؤية مصر 2030.

