شهدت قاعة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالعاصمة الإدارية الجديدة احتفالية خاصة كرّمت فيها النقابة العامة للعاملين بالمرافق مجموعة من العاملين المتميزين في شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء. جاء ذلك بحضور الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، وعدد من قيادات القطاع، إضافة إلى أسر المكرمين وزملائهم.
وخلال كلمته في الاحتفال، أكد الدكتور عصمت أن العاملين في قطاع الكهرباء يمثلون العمود الفقري لاستقرار المنظومة الكهربائية في مصر، مشددًا على أن الجهود التي يبذلها الفنيون والمهندسون في مختلف المواقع ساهمت في تأمين التغذية الكهربائية اللازمة لمشروعات التنمية القومية ومواجهة الزيادات المستمرة في الاستهلاك. وأوضح أن هذا التكريم يأتي تقديرًا لجهودهم وتفانيهم، حيث تسلّم المكرمون شهادات تقدير ورحلات عمرة مجانية.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن القطاع يمتلك رصيدًا ضخمًا من الكفاءات والخبرات المتراكمة، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على تطوير هذه القدرات وتعظيم الاستفادة منها، بما يواكب خطة الدولة للتحول إلى الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة التشغيل والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأوضح الدكتور عصمت أن معايير اختيار العامل المميز لم تقتصر على الأداء الفني فقط، بل شملت أيضًا روح التعاون والقدرة على تقديم حلول مبتكرة، والتعامل مع المشتركين بروح إيجابية، والحرص على مصلحة الشركة وصون المال العام. وأضاف أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالعنصر البشري، باعتباره الأساس في أي خطة تطوير، مشددًا على أن تحسين ظروف العمل وتوفير التدريب المستمر هو السبيل لرفع كفاءة القطاع.
من جانبهم، عبر العاملون المكرمون عن سعادتهم بالتكريم، مؤكدين أن هذه اللفتة تمنحهم دافعًا لمواصلة العمل بجد وإخلاص، وتجديد العهد على حماية الشبكة الكهربائية الموحدة وضمان استمرارية التغذية الكهربائية في مختلف المحافظات. كما أشادوا باهتمام الوزارة بالتواصل المباشر معهم خلال الزيارات الميدانية والجولات التفقدية، والتي أتاحت لهم عرض أفكارهم ومقترحاتهم وتذليل العقبات التي تواجههم.
الوزير شدد على أن قطاع الكهرباء يواكب التطورات العالمية، حيث يعمل على تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، والتوسع في مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بجانب الاتجاه نحو إنشاء شبكة كهرباء ذكية قادرة على استيعاب القدرات الجديدة وتحقيق استقرار أكبر في الإمداد الكهربائي. وأكد أن الوزارة تمضي قدمًا في خططها للحد من الانبعاثات والحفاظ على البيئة بما يتوافق مع توجهات الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف عصمت أن نجاح القطاع في مواجهة تحديات الصيف الماضي، رغم ارتفاع الأحمال وزيادة الاستهلاك، يعكس كفاءة البنية التحتية الكهربائية وجهود العاملين الميدانيين الذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا من أجل ضمان استمرار الخدمة للمواطنين والمنشآت الحيوية.
كما لفت الوزير إلى أن تكريم العامل المميز لا يُعد مجرد احتفال رمزي، بل هو رسالة واضحة بأن الجهد والإخلاص محل تقدير واهتمام من الدولة والوزارة، مؤكدًا أن تكوين فرق عمل قوية وتطوير نظم التشغيل وفق معايير حديثة سيظل ركيزة أساسية لنهضة قطاع الكهرباء في مصر.
واختتم الدكتور محمود عصمت كلمته بالتأكيد على أن الوزارة ستواصل برامجها التدريبية لرفع كفاءة الكوادر البشرية، مع العمل على تطوير نظم التشغيل الاقتصادي، وتعظيم العوائد من الأصول والموارد المتاحة، حتى يظل قطاع الكهرباء قادرًا على تلبية احتياجات المواطنين والمساهمة بفعالية في دعم الاقتصاد الوطني.
وبهذا، جسّد الاحتفال بالعامل المميز رسالة تقدير واضحة للعاملين في قطاع الكهرباء، وترسيخًا لمبدأ أن الإنسان هو المحرك الأساسي للتنمية، وأن الدولة لا تدخر جهدًا في دعم كل من يساهم بإخلاص في خدمة الوطن.

