في إطار توجه الدولة المصرية لتعزيز التعاون الدولي في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، عقدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، اجتماعًا موسعًا مع الدكتورة نوريا سانز، المديرة الإقليمية لمكتب اليونسكو بالقاهرة والسودان، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور قيادات الوزارة وعدد من الخبراء المعنيين بملف البيئة والمحميات الطبيعية.
جاء اللقاء لبحث سبل التعاون المشترك بين مصر ومنظمة اليونسكو في مجالات التنوع البيولوجي، والمحميات الطبيعية، وبرامج المحيط الحيوي، إلى جانب دعم الجهود المصرية في إعلان أول محمية جيولوجية في مصر بمحافظة الفيوم، ومناقشة التحضيرات الخاصة بالمؤتمرات الدولية المقبلة المعنية بالبيئة.
محمية جيولوجية جديدة في الفيوم
أكدت الوزيرة أن مصر تخطو خطوات جادة نحو إعلان أول محمية جيولوجية في منطقة الفيوم، باعتبارها منطقة ذات قيمة بيئية وتاريخية فريدة. وأوضحت أن العمل يجري حاليًا من خلال لجنة تضم خبراء من جامعة القاهرة وجهاز شئون البيئة لوضع المعايير اللازمة لهذا الإعلان، بما يتماشى مع اشتراطات منظمة اليونسكو، على أن يشمل المشروع أيضًا برامج للتنمية المحلية وبناء القدرات للمجتمعات المحيطة بالمحمية.
وأشارت الوزيرة إلى أن المشروع يهدف ليس فقط إلى حماية التراث الجيولوجي المتميز للفيوم، ولكن أيضًا إلى خلق فرص للتنمية السياحية والاقتصادية، ودعم الأنشطة المجتمعية المرتبطة بالسياحة البيئية، بما ينعكس على تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين.
تعاون ممتد مع اليونسكو
من جانبها، أشادت الدكتورة نوريا سانز بالشراكة المثمرة بين مصر واليونسكو في مجال المحميات الطبيعية، مشيرة إلى النجاحات السابقة التي تحققت في مواقع مثل وادي الحيتان، وسانت كاترين، ووادي العلاقي، والتي أصبحت جزءًا من شبكة المحيط الحيوي العالمية.
وأكدت أن مصر تمتلك من المقومات الطبيعية والبشرية ما يجعلها مؤهلة لإعلان المزيد من المحميات، سواء كانت جيولوجية أو بحرية، مشددة على أهمية دعم اليونسكو لمصر في خططها المستقبلية بهذا الصدد، خاصة في ظل ما حققته من حضور دولي قوي خلال استضافة مؤتمر المناخ (COP27).
دعوة لمؤتمر عالمي في الصين
وخلال اللقاء، وجهت مديرة مكتب اليونسكو الدعوة لمصر للمشاركة في المؤتمر العالمي الخامس لمحميات المحيط الحيوي، المقرر انعقاده في الصين نهاية سبتمبر الجاري، بمشاركة ما يقرب من 3 آلاف خبير ومسؤول من مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت أن المؤتمر سيشكل منصة مهمة لمناقشة أولويات الصون البيئي ووضع خطة عمل للسنوات العشر القادمة، بما يتكامل مع اتفاق باريس للمناخ والإطار العالمي للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن مشاركة مصر ستكون إضافة مهمة لما تمتلكه من تجارب وخبرات في إدارة المحميات وحماية الموارد الطبيعية.
استضافة مصر لمؤتمر برشلونة
كما تناول الاجتماع استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث، المقرر انعقاده في ديسمبر المقبل، حيث أكدت الوزيرة حرص الدولة على إنجاح هذا الحدث الدولي المهم، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تقديم كل سبل الدعم للمنظمة الدولية والشركاء الإقليميين لإنجاح المؤتمر، بما يعزز من دورها القيادي في قضايا البيئة بالمنطقة.
رؤية عربية مشتركة
وشددت المديرة الإقليمية لليونسكو على أهمية تطوير رؤية عربية مشتركة للتعامل مع التحديات البيئية استنادًا إلى الخبرات المصرية، موضحة أن اليونسكو تسعى للتعاون مع مصر في صياغة حلول إقليمية قائمة على مخرجات المؤتمرات الدولية، سواء فيما يتعلق بالجيوبارك أو بالتغيرات المناخية أو بالمحميات البحرية.
إشادة بالدور المصري
واختتمت الوزيرة اللقاء بالتأكيد على أن التعاون مع اليونسكو يمثل قيمة مضافة للجهود المصرية في صون الطبيعة وتعزيز الاستدامة البيئية، مشيرة إلى أن مصر ستظل شريكًا فاعلًا في المبادرات الدولية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وأوضحت أن الإعلان عن محمية الفيوم الجيولوجية سيكون خطوة تاريخية، باعتبارها الأولى من نوعها في مصر، ويمثل بداية لمرحلة جديدة من الاهتمام بالتراث الطبيعي كجزء من الهوية الوطنية، وفرصة لزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين وتشجيع السياحة البيئية المسؤولة.

