في خطوة جديدة تعكس استمرار الدولة في خطتها لتوسيع مجالات التشغيل أمام الشباب، سلم وزير العمل محمد جبران، اليوم، مجموعة من عقود العمل لشباب مصريين تم قبولهم للعمل في دولة الإمارات والبوسنة والهرسك، وذلك بعد اجتيازهم المراحل المقررة من اختبارات ومقابلات شخصية. كما تفقد الوزير بنفسه اختبارات أخرى تجرى حاليًا للمتقدمين إلى فرص عمل متاحة في إيطاليا، في قطاعات التشييد والبناء والكهرباء والصناعات الإنشائية.
وأكد الوزير، في كلمته التي وجهها إلى الشباب عقب تسليم العقود، أن الدولة حريصة على أن تكون العمالة المصرية في الخارج واجهة مشرفة لمصر، مشددًا على أن كل عامل يسافر للعمل في الخارج يمثل سفيرًا حقيقيًا لبلده. وقال جبران: "نحن حريصون على أن يحصل أبناؤنا على فرص عمل لائقة تتناسب مع مهاراتهم، وفي الوقت ذاته نوفر لهم الحماية الكاملة من أي استغلال، ونضمن حقوقهم كاملة بالتنسيق مع الدول المستقبلة لهم عبر مكاتب التمثيل العمالي."
وأضاف الوزير أن الوزارة تتحرك وفق خطة متكاملة، تتضمن جانبين رئيسيين: الأول توفير فرص عمل حقيقية في أسواق دولية تبحث عن كوادر فنية مدربة، والثاني تدريب وتأهيل الشباب المصري قبل سفرهم ليكونوا على وعي كامل بحقوقهم وواجباتهم داخل أماكن العمل الجديدة.
وأشار إلى أن العقود التي تم توقيعها مؤخرًا تتعلق بمهن ذات طلب مرتفع في الخارج، مثل قطاع البناء، الأعمال الكهربائية، والصناعات المرتبطة بالتشييد، وهو ما يعكس توافق خطط الوزارة مع متطلبات السوق العالمية. كما شدد على أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع ملف التشغيل وتوفير حياة كريمة للشباب المصري في صدارة أولويات الدولة.
وأوضح جبران أن الوزارة لا تكتفي بمجرد الإعلان عن فرص العمل أو تسليم العقود، وإنما تتابع عن قرب جميع العاملين الذين يسافرون من خلال برامجها الرسمية، حيث يتم تقديم الدعم المستمر لهم عبر مكاتب التمثيل العمالي في السفارات والقنصليات المصرية. وأضاف: "نحن على تواصل دائم مع أبنائنا في الخارج، ونتعامل مع أي مشكلات قد تواجههم بشكل سريع، حفاظًا على حقوقهم وكرامتهم."
كما نوه الوزير إلى أن عملية الاختبارات التي جرت مؤخرًا في عدد من المحافظات المصرية تعكس جدية الدولة في اختيار الكفاءات القادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، حيث يتم اختبار المتقدمين ليس فقط في المهارات الفنية، بل أيضًا في مدى معرفتهم بقوانين وتشريعات العمل في الدول التي يتوجهون إليها.
وخلال جولته لتفقد الاختبارات الخاصة بالعمل في إيطاليا، التقى جبران عددًا من المتقدمين وتحدث معهم بشكل مباشر حول طبيعة الفرص المتاحة، مؤكدًا أن كل عامل سيتم اعتماده للسفر سيكون قد اجتاز مراحل متعددة من الفحص والتقييم لضمان كفاءته.
من جانبهم، عبّر الشباب الذين تسلموا عقودهم الجديدة عن سعادتهم بهذه الخطوة، مؤكدين أن هذه الفرص تمثل لهم بداية جديدة لتحقيق طموحاتهم المهنية، إلى جانب كونها فرصة لتبادل الخبرات واكتساب مهارات جديدة يمكن أن تعود بالنفع على سوق العمل المحلي عند عودتهم.
وفي ختام كلمته، شدد الوزير على أن الوزارة مستمرة في جهودها للتوسع في فتح أسواق جديدة للعمالة المصرية، سواء في الدول العربية أو الأوروبية، موضحًا أن هذا الملف يحظى بتنسيق كامل بين الإدارة المركزية للعلاقات الدولية، والإدارة العامة للتشغيل، فضلًا عن مكاتب التمثيل العمالي بالخارج، لضمان توفير فرص عمل حقيقية تليق بقدرات الشباب المصري.
وتأتي هذه التحركات في ظل الاهتمام المتزايد عالميًا بالعمالة المصرية، التي تتميز بالكفاءة والقدرة على تحمل ظروف العمل المختلفة، وهو ما يجعلها مطلوبة في قطاعات متعددة داخل الأسواق الخارجية. ويعكس ذلك أن مصر لا تكتفي بفتح أبواب التشغيل الداخلي، وإنما تسعى أيضًا لتمكين شبابها من الانطلاق نحو آفاق أوسع عبر فرص عمل مدروسة ومنظمة، تحفظ حقوقهم وتزيد من حضور العمالة المصرية في مختلف الدول.

