شارك الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، مبعوثًا عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الفعاليات الرسمية التي نظمتها جمهورية الصين الشعبية بمناسبة مرور ثمانين عامًا على انتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد الاحتلال الياباني، وذلك في العاصمة بكين.
وقد شهدت الاحتفالية مشاركة واسعة لرؤساء الدول والحكومات والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم، حيث حرصت الصين على إحياء هذه المناسبة الوطنية بتظاهرة سياسية وعسكرية وثقافية ضخمة، تعكس عمق رمزية الحدث في التاريخ الصيني المعاصر.
حضور مصري بارز
حضر الوزير العرض العسكري الكبير الذي أقيم في ميدان "تيان آن من" الشهير، حيث استعرض الجيش الصيني أحدث معداته ومنظوماته الدفاعية بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ وقرينته، إلى جانب ضيوف الصين من قادة العالم. كما شارك الوزير في الصورة التذكارية الرسمية التي جمعت القادة والرؤساء والوفود مع الرئيس الصيني، في إشارة إلى رمزية الحدث وأهمية العلاقات الدولية التي تؤكدها مثل هذه المناسبات.
نقل رسالة الرئيس السيسي
وخلال لقاءاته على هامش الاحتفال، نقل الفريق كامل الوزير تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الصيني، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين، ومتمنيًا للصين المزيد من التقدم والازدهار. وأوضح الوزير أن غياب الرئيس السيسي عن المشاركة المباشرة كان نتيجة اعتبارات مرتبطة بالظروف الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط، إلا أن توجيهاته جاءت واضحة بشأن الحرص على تمثيل مصر في هذا الحدث التاريخي وتعزيز العلاقات مع بكين.
شراكة استراتيجية ممتدة
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات المصرية الصينية قد وصلت منذ عام 2014 إلى مستوى "شراكة استراتيجية شاملة"، وهو ما انعكس على جميع مجالات التعاون، بدءًا من البنية التحتية ومشروعات النقل الضخمة، مرورًا بالتصنيع المشترك والاستثمارات المباشرة، وصولًا إلى مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
وأشار الوزير إلى أن البلدين وقعا في يناير الماضي البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية للأعوام 2024 – 2028، والذي يمثل خريطة طريق واضحة لتعميق التعاون الثنائي في السنوات المقبلة، مستندًا إلى النجاحات التي تحققت خلال العقد الماضي.
دلالات خاصة للاحتفال
وشدد الوزير على أن مشاركة مصر في هذه المناسبة لم تقتصر على التمثيل الدبلوماسي فحسب، بل حملت رسائل سياسية مهمة، أبرزها تأكيد القاهرة على التقدير العميق للتجربة الصينية في التنمية، ورغبتها في الاستفادة من الخبرات الصينية في مجالات الصناعة والنقل والذكاء الاصطناعي. كما لفت إلى أن الاحتفال تزامن مع قرب الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبكين، وهو ما يمنح عام 2025 أهمية خاصة في مسيرة العلاقات المشتركة.
مستقبل العلاقات الثنائية
وأوضح الوزير أن مصر تنظر إلى الصين بوصفها شريكًا استراتيجيًا موثوقًا، خاصة في ظل ما أظهرته السنوات الماضية من تعاون مثمر في مشروعات كبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والقطار الكهربائي الخفيف، ومبادرات الطاقة النظيفة.
كما أكد أن القيادة السياسية المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بمواصلة التشاور السياسي مع بكين في القضايا الإقليمية والدولية، في ضوء التغيرات الجيوسياسية العالمية والتحديات التي تواجه النظام الدولي.
احتفالية صينية عالمية
وقد تخللت المناسبة عروضًا فنية وثقافية جسدت روح المقاومة الشعبية الصينية، وأبرزت تنوع الموروث الحضاري للصين. وحضر المبعوث المصري حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الصيني على شرف القادة والوفود، حيث جرى تبادل الأحاديث الودية حول تعزيز التعاون وتوسيع مجالات الشراكة.
وبذلك، عكست المشاركة المصرية في الاحتفالية عمق التقدير المتبادل بين البلدين، وإصرار القاهرة على أن تكون حاضرة في جميع الفعاليات الدولية الكبرى، بما يتسق مع مكانتها ودورها الإقليمي والدولي.

