عقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الاجتماع الدوري مع قيادات الوزارة ورؤساء القطاعات المختلفة، لمتابعة خطط العمل المستقبلية ومناقشة أبرز الملفات الثقافية والفنية المطروحة على الساحة خلال الفترة المقبلة، في مقدمتها تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب، والاستعداد لاحتفالات ذكرى انتصارات أكتوبر، إلى جانب استعراض المبادرات الجديدة التي تستهدف تمكين الشباب وتعزيز مكانة مصر الثقافية.
تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب
استعرض الوزير مع الحضور مقترحات تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدًا أن النسخة القادمة ستشهد نقلة نوعية على مستوى التنظيم والمحتوى، من خلال التوسع في استخدام التطبيقات الرقمية وتقديم خدمات إلكترونية تفاعلية تتيح للزائر تجربة متكاملة تشمل الخرائط التوضيحية، وقوائم الكتب، والفعاليات المصاحبة.
وأوضح أن المعرض سيظل واجهة مشرفة للثقافة المصرية أمام العالم، وأن خطة التطوير تستهدف ربطه بالقضايا المجتمعية والوطنية، مع تقديم برنامج ثقافي متكامل يضم ندوات وورشًا وعروضًا فنية، يعكس الهوية المصرية المتنوعة ويستقطب أوسع شريحة من الجمهور.
قصور الثقافة والمواهب الشابة
وفي سياق متصل، أعلن الوزير عن انضمام أربعة قصور جديدة قريبًا إلى منظومة قصور الثقافة، بهدف توسيع نطاق الأنشطة الإبداعية في المحافظات وتوفير مساحات أوسع للتدريب والعروض المسرحية والفنية. وأشار إلى أن قصور الثقافة تمثل منصات رئيسية لاكتشاف المواهب ودعمها، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية.
كما كشف عن إطلاق "كورال وأوركسترا مصر الوطني" منتصف الشهر الجاري بقيادة المايسترو سليم سحاب، في خطوة تهدف إلى إحياء الفنون الموسيقية الكلاسيكية وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة للاندماج في تجارب احترافية.
أكاديمية الفنون ودار الفن بالإسكندرية
ناقش الاجتماع أيضًا الاستعدادات الجارية لافتتاح مقر أكاديمية الفنون في الإسكندرية، باعتبارها أول توسع للأكاديمية خارج القاهرة، وما يتيحه هذا المشروع من فرص للطلاب والمبدعين في مجالات المسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية.
وأكد الوزير أن افتتاح الأكاديمية و"دار الفن" الجديدة سيمثلان خطوة نوعية لتمكين جيل جديد من الموهوبين، حيث تضم الدار مرافق متكاملة من مسارح وقاعات عرض ومرسمات ومراكز موسيقية، ما يجعلها مركزًا ثقافيًا جامعًا يخدم أبناء الإسكندرية والمحافظات المجاورة.
مشروعات ومبادرات رقمية
وفي إطار التحول الرقمي، أشار الدكتور هنو إلى جهود الوزارة في تحديث دار الكتب والوثائق القومية عبر إدخال أجهزة متطورة للمسح الضوئي وإنشاء معامل تصوير حديثة لرقمنة نوادر المخطوطات والمطبوعات النادرة، بما يسهم في الحفاظ على التراث المصري وإتاحته للباحثين والأجيال الجديدة.
كما شدد على أهمية استكمال قاعدة البيانات الوطنية للمتخصصين في مجالات الفنون والعلوم الاجتماعية، لتكون مرجعًا أساسيًا في ترشيحات لجان المجلس الأعلى للثقافة، بما يضمن تنوعًا وثراءً في الرؤى والأفكار.
مهرجانات وفعاليات كبرى
تطرق الاجتماع إلى استعدادات دار الأوبرا المصرية لانطلاق مهرجان الموسيقى العربية بمشاركة مجموعة من أبرز الفنانين المصريين والعرب، إضافة إلى الموسم الفني الجديد الذي يضم عروضًا متنوعة.
كما ناقش الوزير خطة المشاركة المصرية في بينالي فينيسيا وعودة بينالي الإسكندرية، إلى جانب تطوير المتاحف الفنية باستخدام تقنيات عرض حديثة تواكب المعايير العالمية.
مسرح المواجهة واحتفالية الموسيقى
أعلن وزير الثقافة عن إطلاق النسخة السادسة من مشروع "مسرح المواجهة والتجوال" بصيغة مطورة، ليصبح بمثابة وزارة متنقلة تضم مكتبات ومعارض للكتاب وعروضًا مسرحية وورشًا فنية، تجوب مختلف المحافظات للوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع.
وأشار كذلك إلى أن الوزارة تستعد لإطلاق احتفالية "اليوم المصري للموسيقى"، التي ستقام في جميع أنحاء الجمهورية، احتفاءً بالموسيقى المصرية عبر العصور، مع تكريم رموزها من المبدعين الكبار.
الدبلوماسية الثقافية
ولم يغفل الاجتماع ملف العلاقات الدولية، حيث شدد الوزير على أهمية تعزيز الحضور المصري في المهرجانات العالمية الكبرى مثل قرطاج بتونس وجرش بالأردن، فضلًا عن التوسع في الفعاليات المشتركة مع الصين ودول أخرى، باعتبار الثقافة أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر.
رؤية شاملة للمستقبل
وأكد وزير الثقافة أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ خطة شاملة تتكامل فيها كل الهيئات والقطاعات، من أجل إحداث نقلة نوعية في الخدمات الثقافية المقدمة للجمهور، مع التركيز على تمكين الشباب، ورقمنة التراث، وتوسيع نطاق الفعاليات الإبداعية في مختلف المحافظات.
وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية الدولة لبناء مجتمع متوازن ومبدع، يعزز قيم الانتماء ويواكب التغيرات العالمية في مجالات الثقافة والفنون.

