في خطوة جديدة تعكس الدور المتنامي لمركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري في بناء القدرات الشبابية، تابع الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، الموقف التنفيذي لمشاركة المركز في أنشطة المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع عدد من الشركاء الأكاديميين والقطاع الخاص.
وأكد الوزير أن هذه المشاركة تأتي انسجامًا مع توجه الدولة نحو الاستثمار في العقول الشابة، وتمكينهم من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في إدارة الموارد المائية، مشيرًا إلى أن قطاع المياه يعد من أكثر القطاعات ارتباطًا بالتنمية المستدامة، وهو ما يتطلب جيلًا قادرًا على الإبداع والابتكار في صياغة حلول عملية للتحديات.
وأوضح الوزير أن مركز التدريب الإقليمي يمتلك سجلًا طويلًا في تدريب آلاف الطلاب من مختلف الجامعات المصرية خلال برامجه الصيفية، والتي وفرت فرصًا عملية لتعريف الطلاب على التحديات المائية وأساليب التعامل معها، إلى جانب تشجيعهم على طرح أفكار جديدة يمكن أن تتحول إلى مبادرات ومشروعات تخدم المجتمع.
وأضاف أن هذه الخبرات المتراكمة تمثل قاعدة صلبة لانطلاق المركز في دعم المبادرة الرئاسية الجديدة، بما يضمن استثمار خبراته السابقة في إعداد برامج تدريبية نوعية تتماشى مع أهداف "تحالف وتنمية".
من جانبها، أشارت الدكتورة سلوى أبو العلا، رئيس مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري، في تقريرها المرفوع إلى الوزير، إلى أن المركز يعمل بالتنسيق مع جامعة الأهرام الكندية، إلى جانب شركتي SpimeSenseLabs و SSTM، لتوفير حزمة من الأنشطة التدريبية التي تستهدف تعزيز قدرات الشباب الجامعي في مجالات التكنولوجيا المائية والابتكار وريادة الأعمال.
وأوضحت أن البرامج المزمع تنفيذها تتضمن تعريف المتدربين بأبرز التحديات التي يواجهها قطاع المياه، بدءًا من ندرة الموارد المائية وحتى التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن المائي، مع التركيز على دفع الشباب نحو المشاركة في البحث عن حلول عملية ومبتكرة لهذه التحديات، بما يفتح المجال أمام تحويل هذه الحلول إلى مشروعات تطبيقية أو شركات ناشئة.
وأكدت أبو العلا أن المركز يتيح برامجه التدريبية لجميع طلاب الجامعات على مستوى الجمهورية، مستفيدًا من انتشاره في عدة محافظات، وهو ما يوفر فرصة أوسع للشباب للمشاركة في المبادرة. كما أشارت إلى أن التدريب لا يقتصر على الجوانب النظرية فقط، بل يشمل أيضًا زيارات ميدانية لمشروعات مائية قائمة، وحلقات نقاشية مع خبراء ومتخصصين، بما يعزز من قدرات الطلاب على الربط بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي.
وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تهدف بالأساس إلى تمكين الشباب من دخول مجال ريادة الأعمال، عبر تحويل أفكارهم الابتكارية إلى منتجات أو خدمات قابلة للتطبيق، وذلك من خلال منظومة متكاملة تشمل التدريب العملي والدعم الفني، إضافة إلى توفير آليات للتسويق والوصول إلى مصادر التمويل.
وتسعى المبادرة إلى خلق نموذج متكامل للشراكة بين القطاع الحكومي والجامعات والقطاع الخاص، بما يحقق التكامل بين المعرفة العلمية والخبرة العملية، ويساعد على توجيه الطاقات الشبابية نحو المجالات ذات الأولوية الوطنية، وعلى رأسها المياه والطاقة والبيئة.
ويرى خبراء أن مشاركة وزارة الموارد المائية والري، عبر مركز التدريب الإقليمي، تمثل إضافة نوعية للمبادرة، كونها تقدم خبرة عملية عميقة في واحد من أهم القطاعات المرتبطة بالتنمية المستدامة، فضلاً عن إسهامها في تعريف الطلاب بأبعاد التحديات المائية محليًا وإقليميًا، وهو ما يفتح أمامهم آفاقًا أوسع للابتكار والبحث العلمي التطبيقي.
واختتم وزير الموارد المائية والري متابعته بالتأكيد على أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل مصر، وأن الوزارة لن تدخر جهدًا في دعم مثل هذه المبادرات الوطنية التي تفتح الطريق أمام جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة مسيرة التنمية خلال العقود المقبلة.

