تواصل وزارة التنمية المحلية، بالتنسيق مع وزارة البيئة، تنفيذ المرحلة الرابعة من المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء وتحسين جودة الهواء ومواجهة التغيرات المناخية.
وأكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن الأعمال الجارية تستهدف تعزيز المظهر الحضاري للمحاور والطرق الرئيسية، مشيرة إلى بدء زراعة الأشجار بمحور صلاح سالم الجديد كأحد أبرز محاور القاهرة.
وأوضحت الوزيرة في تقرير رسمي تلقته اليوم، أن ما تم زراعته حتى الآن شمل 38 شجرة من نوع "تيكوما" و70 شجرة من نوع "أكاسيا نيدوزا"، بينما جرى تجهيز 20 شجرة تيكوما و40 شجرة أكاسيا نيدوزا لزراعتها خلال الأيام المقبلة، في إطار خطة متكاملة تراعي اختيار الأنواع الملائمة للبيئة المصرية، والمتوافقة مع معايير التنسيق الحضري.
وأضافت الوزيرة أن المرحلة الحالية تمثل امتدادًا للجهود التي بدأت منذ انطلاق المبادرة، لافتة إلى أن خطة العمل تشمل التوسع في التشجير بالمناطق الحضرية، وزراعة الأشجار في الطرق الرئيسية والمحاور المرورية الجديدة التي تمثل واجهة حضارية للعاصمة والمحافظات.
وشددت وزيرة التنمية المحلية على أن الهدف من المبادرة لا يقتصر على زيادة الرقعة الخضراء فحسب، بل يتسع ليشمل تحسين جودة الحياة للمواطنين، من خلال خفض معدلات التلوث، وتحسين نوعية الهواء، وتقليل الانبعاثات الضارة، بما يتماشى مع أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن اختيار أنواع الأشجار تم وفق دراسات فنية، تراعي قدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المصرية، وقلة استهلاكها للمياه، إضافة إلى قدرتها على امتصاص الملوثات البيئية، وهو ما يجعلها أكثر فاعلية في دعم جهود الدولة لمواجهة التغير المناخي.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور سعيد حلمي، رئيس قطاع الإدارة الاستراتيجية والتنمية المحلية بالوزارة، أن المبادرة يتم تنفيذها على عدة مراحل متتالية تغطي جميع المحافظات، موضحًا أن المرحلة الرابعة تركز بشكل خاص على المحاور والطرق السريعة ومداخل المدن الكبرى، إلى جانب المساحات المتاحة في المناطق السكنية.
وأكد أن فرق العمل الميدانية تواصل تنفيذ المهام وفق جدول زمني محدد، مع الالتزام بمعايير الجودة في أعمال الزراعة والتنسيق الحضري، بما يضمن استدامة الأشجار المزروعة واستمرار أثرها الإيجابي على البيئة.
كما شددت الدكتورة منال عوض على أهمية المتابعة الدورية للموقف التنفيذي للمبادرة في مختلف المحافظات، لمراجعة نسب الإنجاز والتأكد من الالتزام بالبرامج الزمنية المقررة، مؤكدة أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية والجهات المعنية لتجاوز أي معوقات قد تواجه التنفيذ.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة" تعد إحدى المبادرات النوعية التي تنفذها الدولة في إطار مواجهة تحديات التغير المناخي، لافتة إلى أن مصر كانت قد أطلقت المبادرة رسميًا على هامش استضافتها لمؤتمر المناخ COP27 العام الماضي، لتكون بمثابة التزام عملي نحو التحول الأخضر.
وأضافت أن مصر تسعى من خلال هذه المبادرة إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، والذي لا يزال أقل من المتوسط العالمي، مؤكدة أن نجاح المرحلة الرابعة من المبادرة سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
واختتمت الوزيرة تصريحاتها بالتأكيد على أن الوزارة ستواصل العمل على تعميم التجربة في مختلف المحافظات، بما يضمن مشاركة مجتمعية واسعة من جانب المواطنين، سواء من خلال المساهمة بزراعة الأشجار أو الحفاظ عليها، مؤكدة أن تحسين البيئة مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع.

