في خطوة مفاجئة تعكس اهتمام وزارة قطاع الأعمال العام بمتابعة سير العمل ميدانيًا، قام المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام صباح اليوم بزيارة إلى مقر شركة السد العالي للمشروعات الكهربائية والصناعية "هايديليكو" بمدينة نصر، إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للتشييد والتعمير.
الزيارة جاءت دون إخطار مسبق لإدارة الشركة، حيث حرص الوزير على الوقوف بشكل مباشر على مستوى الأداء داخل المقر الرئيسي، ومتابعة سير العمل، والتأكد من انتظام حضور العاملين والتزامهم بالمهام الموكلة إليهم. وخلال الجولة استمع الوزير لعدد من الموظفين والفنيين، حيث تبادل معهم الحديث حول طبيعة عملهم والمعوقات التي قد تواجههم، مؤكدًا أن الوزارة تضع تحسين بيئة العمل ودعم الكفاءات البشرية على رأس أولوياتها خلال الفترة المقبلة.
وعقد الوزير اجتماعًا موسعًا مع مجلس إدارة الشركة برئاسة المهندس جمال عبد الرحيم، رئيس مجلس الإدارة، والمهندس تامر أبو العز، العضو المنتدب التنفيذي، وعدد من القيادات ورؤساء القطاعات. وخلال الاجتماع تم عرض الموقف التنفيذي لمختلف المشروعات التي تضطلع بها الشركة، سواء على المستوى القومي أو المحلي.
أبرز الملفات التي نوقشت تضمنت مساهمة "هايديليكو" في مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، ومشروعات الدلتا الجديدة، إلى جانب التعاون مع صندوق التنمية الحضارية. كما تستمر الشركة في تنفيذ أعمال كهربائية بعدد من المحافظات، فضلًا عن مشاركتها في مشروعات عمرانية كبرى لصالح شركات شقيقة مثل مشروع "المعادي فيو" بمدينة الشروق، "جراند فيو" بسموحة بالإسكندرية، ومشروع "أريبا" بالساحل الشمالي.
وأكد الوزير خلال الاجتماع أن الأداء المالي للشركة يحتاج إلى مزيد من التحسين، مع ضرورة الإسراع في تحصيل المستحقات المالية لدى جهات الإسناد المختلفة، بما يضمن الحفاظ على التدفقات النقدية اللازمة لاستقرار أوضاع الشركة وتنفيذ خططها التوسعية. وشدد في الوقت نفسه على أهمية رفع كفاءة التشغيل وتعظيم العائد الاقتصادي من الأعمال، خاصة في ظل المنافسة المتنامية في قطاع المقاولات الكهربائية.
وطالب المهندس محمد شيمي بضرورة وضع خطط عاجلة لتطوير نظم الإدارة وتبني آليات حديثة ترفع من الكفاءة التشغيلية، موضحًا أن الشركة تمتلك إمكانيات كبيرة وخبرات متراكمة تجعلها قادرة على التوسع في الداخل والخارج، خاصة في الأسواق العربية والإفريقية التي تشهد طلبًا متزايدًا على خدمات البنية التحتية الكهربائية. وأشار إلى أن تعزيز الحضور الخارجي للشركة سيُسهم في رفع تنافسيتها وزيادة حجم أعمالها بشكل ملحوظ.
كما لفت الوزير إلى أهمية تطوير بيئة العمل الداخلية بما يضمن تحفيز الإبداع والابتكار لدى العاملين، مع التركيز على التدريب المستمر وتنمية المهارات الفنية والإدارية. وأكد أن التزام الشركة بتطبيق أعلى معايير الجودة والاستدامة والسلامة المهنية، يُعد أمرًا أساسيًا لا يمكن التهاون فيه، نظرًا لطبيعة الأعمال الكهربائية التي تتطلب دقة وانضباطًا شديدين للحفاظ على حياة العاملين وضمان استمرارية الإنتاج دون معوقات.
وأشار الوزير إلى أن الدولة تراهن على الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال في لعب دور محوري في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، لافتًا إلى أن "هايديليكو" تمتلك رصيدًا طويلًا من الإنجازات منذ تأسيسها عام 1971، حيث نفذت مئات المشروعات في مجال الكهرباء والطاقة، من بينها خطوط نقل الكهرباء، محطات التوليد، محطات المحولات، التركيبات الكهروميكانيكية، وشبكات الجهد المتوسط والمنخفض. كما ساهمت في صناعة الأعمدة واللوحات الكهربائية، وتوسعت مؤخرًا في مجال الطاقة المتجددة سواء من مصادر شمسية أو رياح.
وأكد أن هذه الخبرات تجعل الشركة ركيزة أساسية ضمن شركات الدولة العاملة في قطاع الكهرباء والطاقة، داعيًا إدارتها إلى مواصلة العمل على تنويع مجالات نشاطها وفتح أسواق جديدة، بالتوازي مع تعزيز التعاون مع القطاع الخاص وفق رؤية الدولة لزيادة مساهمة هذا القطاع في التنمية الاقتصادية.
واختتم الوزير زيارته بالتأكيد على أن الوزارة ستواصل متابعة أوضاع الشركات التابعة بشكل دوري وميداني، بهدف تذليل العقبات التي قد تواجهها، مع التركيز على ربط الأداء التشغيلي بالمؤشرات المالية الفعلية، بما يحقق الاستدامة ويُعزز من الدور الحيوي لهذه الشركات في خدمة الاقتصاد الوطني.

