شهد مقر وزارة الصحة بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، توقيع خمسة بروتوكولات تعاون جديدة بين وزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي، وصندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية، وذلك بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وتستهدف هذه البروتوكولات دعم الأطباء وتطوير سكنهم، إلى جانب رفع كفاءاتهم المهنية بما يسهم في تحسين بيئة العمل داخل القطاع الصحي.
برامج تدريبية ودبلومات مهنية
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن البروتوكول الأول يركز على التعاون مع قطاع تنمية المهن الطبية، من خلال تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة تشمل الجوانب الفنية والإدارية، فضلاً عن منح دبلوم مهني معتمد من المجلس الصحي المصري في مجالات مثل سلامة المرضى وإدارة المخاطر. كما يتضمن البروتوكول الاستعانة بخبراء دوليين ومحليين لتدريب أعضاء الصندوق من الأطباء وكوادر التمريض، بما يضمن نقل الخبرات وتعزيز الكفاءات.
تطوير سكن الأطباء
وأشار عبدالغفار إلى أن البروتوكولين الثاني والثالث يستهدفان تطوير ورفع كفاءة سكن الأطباء بعدد من المنشآت الطبية، منها بعض الوحدات الصحية بمحافظة بني سويف ومستشفيات جامعية تابعة لجامعات القاهرة والزقازيق وعين شمس. ويشمل التطوير تزويد هذه المساكن بالمستلزمات الحديثة التي تضمن الراحة والأمان للأطباء، بما يتماشى مع المعايير العالمية لسكن الأطقم الطبية.
دعم برامج البورد المصري
وفيما يتعلق بالبروتوكول الرابع، أوضح المتحدث الرسمي أنه يهدف إلى دعم تدريب الأطباء المسجلين في برنامج البورد المصري، وذلك عبر تعاون مشترك بين الصندوق والمجلس الصحي المصري. ويأتي هذا البروتوكول كخطوة مهمة لتعزيز المهارات السريرية والعلمية للأطباء، بما يرفع من جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.
تأهيل طلاب الامتياز
أما البروتوكول الخامس، فقد خُصص لتدريب طلاب امتياز كليات الطب البشري داخل وحدات الرعاية الأولية التابعة لمديريات الشئون الصحية في مختلف المحافظات. ويتيح هذا التعاون للطلاب فرصة اكتساب خبرات عملية مباشرة قبل الانخراط في سوق العمل الطبي، مما يساعد على رفع كفاءة الأطباء الجدد منذ بداية مسيرتهم المهنية.
حرص الدولة على دعم الكوادر الطبية
وشدد الدكتور خالد عبدالغفار خلال مراسم التوقيع على أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بتحسين بيئة عمل الأطباء والفرق الطبية، باعتبارهم العمود الفقري للنظام الصحي. وأضاف أن هذه البروتوكولات تأتي في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى دعم الكوادر البشرية في القطاع الطبي، وتحقيق أعلى مستويات الرضا الوظيفي بما ينعكس إيجابياً على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
من جانبه، أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن التعاون بين الوزارتين يعكس حرص الدولة على التكامل المؤسسي في خدمة الكوادر الطبية، موضحاً أن البرامج التدريبية والتأهيلية التي ستُنفذ بموجب هذه البروتوكولات ستسهم في إعداد أطباء قادرين على مواجهة تحديات المنظومة الصحية الحديثة.
توقيع البروتوكولات
وشهدت مراسم التوقيع مشاركة كل من اللواء حسين دحروج المدير التنفيذي لصندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية، والدكتورة هنادي محمد رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتور شريف مصطفى مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، والدكتور عمر شريف عمر أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، إلى جانب الدكتور محمد لطيف الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي المصري.
انعكاسات متوقعة
ويُنتظر أن تسهم هذه البروتوكولات في خلق بيئة عمل أكثر دعماً واستقراراً للأطباء، بما يحد من التحديات التي يواجهونها، سواء على صعيد ظروف الإقامة أو متطلبات التدريب والتأهيل. كما تعكس هذه الخطوة توجه الدولة نحو الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره الركيزة الأساسية لتطوير المنظومة الصحية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية في تقديم رعاية صحية متكاملة للمواطنين.

