في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون الدولي في المجال الصحي، استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وفدًا رفيع المستوى من الوكالة الفرنسية للتنمية برئاسة السيدة سيسيل كوبري، المديرة الإقليمية للوكالة لشمال إفريقيا، وذلك بمقر الوزارة بالقاهرة.
شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات المشتركة بين الجانبين، على رأسها متابعة الموقف التنفيذي للمشروعات الصحية الجاري تنفيذها بالتعاون مع الوكالة الفرنسية، إلى جانب بحث فرص إطلاق مبادرات جديدة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى دعم البنية التحتية للقطاع الصحي في مصر وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، خلال الاجتماع، أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير المنظومة الصحية من خلال تعزيز الشراكات الدولية ونقل الخبرات العالمية، مشددًا على أن التعاون مع الجانب الفرنسي يأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين مصر وفرنسا. وأوضح أن الحكومة المصرية حريصة على الاستفادة من خبرات المؤسسات الفرنسية في مجالات الإدارة الطبية، وتطوير المنشآت، وتدريب الكوادر الصحية.
وأضاف وزير الصحة أن اللقاء ناقش مقترحات تنفيذ مشروع جديد يستهدف تحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية، وتطوير المنشآت الطبية في عدد من المحافظات، بدعم فني ومالي من الوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات ستنعكس بشكل مباشر على تحسين جودة الخدمة وتوسيع نطاق الاستفادة منها.
وفي سياق متصل، وجه عبدالغفار دعوة رسمية للوفد الفرنسي للمشاركة في النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، والمقرر انعقاده بالقاهرة في الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر 2025، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتبادل الرؤى والخبرات العلمية بين مختلف الدول والمؤسسات الدولية العاملة في المجال الصحي.
من جانبها، أعربت السيدة سيسيل كوبري عن سعادتها بالتعاون القائم بين الوكالة الفرنسية للتنمية ووزارة الصحة المصرية، مشيدة بالإنجازات التي حققتها مصر في تطوير المنظومة الصحية خلال السنوات الأخيرة. وأكدت أن الوكالة ملتزمة بمواصلة التعاون مع مصر وتقديم الدعم الفني والمالي للمشروعات الجارية والمستقبلية، بما يساهم في تحسين كفاءة الخدمات الصحية وتعزيز فرص وصولها إلى المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأوضحت كوبري أن الوكالة الفرنسية للتنمية تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا رئيسيًا في المنطقة، لافتة إلى أن التعاون المشترك يفتح آفاقًا جديدة لتطبيق حلول مبتكرة في مجالات الرعاية الصحية، والتحول الرقمي، وتطوير النظم الإدارية داخل المستشفيات.
وشهد اللقاء حضور عدد من قيادات وزارة الصحة والسكان، من بينهم الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، والدكتورة زينب الصدر مساعد نائب الوزير، والدكتورة رشا خضر رئيس قطاع تنمية الأسرة، بالإضافة إلى الدكتورة سوزان زناتي مدير عام الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتورة داليا رشيد مدير إدارة المنح والقروض.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبدالغفار، أن اللقاء يعكس التزام الدولة المصرية بتوسيع نطاق الشراكات الدولية في القطاع الصحي، موضحًا أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الصحي وتحسين جودة حياة المواطنين.
واعتبر عبدالغفار أن التعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية يُمثل إضافة مهمة للمنظومة الصحية المصرية، خاصة في ظل ما تمتلكه الوكالة من خبرات واسعة في دعم مشروعات الصحة العامة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الشراكة سيُسهم في تسريع وتيرة تنفيذ خطط الوزارة المتعلقة بالتوسع في الخدمات الطبية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات يعقدها وزير الصحة مع الشركاء الدوليين بهدف تعزيز فرص التعاون، والتأكيد على التزام مصر بتنفيذ استراتيجيتها الوطنية للصحة التي تركز على تحسين الخدمات الطبية، والتوسع في البرامج الوقائية، ورفع كفاءة الكوادر الطبية والإدارية.

