عقدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، اجتماعًا موسعًا مع اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، لمتابعة آخر تطورات المشروعات البيئية التي تنفذها المحافظة، خاصة تلك المتعلقة بالمحميات الطبيعية وملف الاستدامة البيئية. حضر اللقاء الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والأستاذ ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، إلى جانب عدد من مستشاري المحافظ وممثلي الوزارة.
وخلال الاجتماع، ناقشت الوزيرة مع المحافظ مشروعات الاستدامة البيئية ومؤشرات الاقتصاد الأخضر الدائري، مع التركيز على مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق، والذي ينفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف المشروع إلى دمج السكان المحليين في عملية السياحة البيئية وتحسين مستوى معيشتهم من خلال إنشاء وحدات سكنية متوافقة مع طبيعة المحمية، بما يتيح فرص عمل جديدة ويحافظ في الوقت نفسه على الموارد الطبيعية الفريدة للمنطقة.
وأوضحت الدكتورة منال عوض أن المشروع يمثل نموذجًا رائدًا في تحويل المحميات إلى واجهات سياحية مستدامة، حيث تم الانتهاء من بناء 51 وحدة سكنية جديدة، بما يعكس أهمية إشراك المجتمع المحلي في خطط التنمية والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي. وأكدت أن الوزارة تعمل حاليًا على وضع تصور شامل لإدارة القرية بالتنسيق مع سكانها لضمان استدامة المشروع وخلق فرص استثمارية مرتبطة بالسياحة البيئية.
كما ناقش الاجتماع خطط تطوير منطقة البلو هول بمدينة دهب، والتي تُعد من أبرز المقاصد السياحية البيئية في المحافظة، حيث تم استعراض الموقف التنفيذي لتطوير الطريق المؤدي إليها وتزويد المنطقة بالخدمات اللازمة لرفع كفاءة تجربة الزوار، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وصون الأنشطة البيئية المرتبطة بها.
وتطرقت الوزيرة إلى متابعة تنفيذ أنشطة مشروع "جرين شرم"، الذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من مرفق البيئة العالمي. وأكدت أن المشروع يشكل مظلة لعدد من المبادرات المهمة تشمل تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة المخلفات، ودعم أنشطة السياحة البيئية والنقل المستدام، بما يجعل مدينة شرم الشيخ نموذجًا للمدن الخضراء في مصر.
وخلال الاجتماع، شددت الوزيرة على ضرورة تعزيز مشاركة القطاع الخاص في إدارة منظومة المخلفات بمدينة شرم الشيخ، من خلال مشروعات إعادة تدوير الزيوت المستهلكة والمخلفات الغذائية الناتجة عن الفنادق والمنازل، بما يحقق قيمة مضافة اقتصادية وبيئية في آن واحد.
من جانبه، استعرض اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، الجهود التي تبذلها المحافظة لتحقيق مؤشرات الاستدامة وتطبيق استراتيجية الاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى أن جنوب سيناء تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح مقصدًا رئيسيًا للاستثمار المستدام. وأوضح أن المحافظة وضعت خططًا لإقامة منصات دائمة للاقتصاد الأخضر ومركز متخصص للاستثمار المستدام، بالتوازي مع تطوير البنية التحتية السياحية والبيئية.
وكشف المحافظ أن مدينة شرم الشيخ اختيرت مؤخرًا ضمن أفضل 20 وجهة سياحية على مستوى العالم لشهر نوفمبر 2025 بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، حيث جاءت في المركز الثالث عالميًا، وهو ما يعكس التقدير الدولي للمقومات الطبيعية والأنشطة السياحية المتميزة التي تتمتع بها المدينة.
وأكد المحافظ أن هذه المشروعات البيئية والتنموية، وعلى رأسها تطوير قرية الغرقانة ومنطقة البلو هول ومشروع "جرين شرم"، تأتي في إطار رؤية مصر 2030، التي تركز على دمج الاعتبارات البيئية في خطط التنمية الاقتصادية والسياحية. وشدد على أن التعاون المستمر مع وزارة البيئة والشركاء الدوليين يعزز مكانة جنوب سيناء على خريطة السياحة العالمية وفقًا لمعايير الاقتصاد الأخضر والعمران المستدام.
واختتمت الوزيرة الاجتماع بالتأكيد على أن جنوب سيناء ستقدم نموذجًا رائدًا في الاستدامة البيئية، من خلال مشروعاتها التي تجمع بين الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق عوائد اقتصادية وسياحية مستدامة، مشيرة إلى أن إشراك المجتمعات المحلية في هذه الجهود يمثل حجر الزاوية لنجاح خطط التنمية البيئية بالمحافظة.

