شهدت الساحة الأكاديمية والعلمية في مصر لحظة فخر جديدة بعد إعلان جامعة ستانفورد الأمريكية عن قائمتها السنوية التي تضم أفضل 2% من علماء العالم لعام 2025، حيث ضمت القائمة عددًا من العلماء المصريين من مختلف الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية.
وأعرب الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن اعتزازه البالغ بما حققه هؤلاء العلماء، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعكس المستوى المرموق الذي وصلت إليه المنظومة البحثية المصرية، والجهود التي تبذلها الدولة لدعم العلماء وتحفيز البحث العلمي كركيزة أساسية في عملية التنمية.
إشادة رسمية بدور الجامعات والمراكز البحثية
الوزير أوضح أن إدراج أسماء باحثين مصريين في مثل هذه القوائم الدولية ليس مجرد تكريم شخصي لهم، بل هو تتويج لمؤسساتهم العلمية التي وفرت بيئة بحثية ملائمة وأدوات ساعدت على نشر أبحاث ذات تأثير عالمي. وأضاف أن الجامعات والمراكز البحثية المصرية تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها الدولية، من خلال دعم النشر العلمي في مجلات مرموقة، وتشجيع التعاون الدولي مع كبرى الجامعات.
معيار دقيق يعتمد على الأثر العلمي
تجدر الإشارة إلى أن قائمة ستانفورد يتم إعدادها سنويًا وفق معايير دقيقة تعتمد على تأثير الأبحاث المنشورة، وعدد الاستشهادات المرجعية، إضافة إلى مؤشرات أخرى تقيس حجم إسهام الباحث في مجاله العلمي. وبالتالي، فإن تواجد علماء مصريين ضمن هذه القائمة يعكس ريادتهم في تخصصات دقيقة تتنوع ما بين العلوم الطبية والهندسية والعلوم الطبيعية والاجتماعية.
إنجاز يرفع اسم مصر عالميًا
وأكد عاشور أن هذه الخطوة تمثل دفعة قوية لسمعة البحث العلمي المصري على الساحة الدولية، حيث إن الاعتراف بمكانة العلماء المصريين من جامعة عريقة مثل ستانفورد يضع مصر في موقع متقدم على خريطة البحث العلمي العالمية. وأضاف أن هذه النجاحات تسهم في جذب مزيد من التعاون مع المؤسسات الدولية، وتفتح أبواب الشراكة مع مراكز بحثية متقدمة.
استمرار خطط الدعم والتطوير
الوزير أشار إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا متزايدًا بدعم البحث العلمي، من خلال خطط استراتيجية واضحة تشمل إنشاء مراكز بحثية متخصصة، وتطوير البنية التحتية للمعامل، وتقديم برامج تمويل للباحثين الشباب. كما يتم التركيز على تشجيع الأبحاث التطبيقية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة وتواجه التحديات المحلية والإقليمية.
دور المجتمع الأكاديمي
من جانبهم، أعرب العديد من الباحثين المدرجين في القائمة عن تقديرهم لوزارة التعليم العالي والجامعات التي ينتمون إليها، مؤكدين أن الدعم المؤسسي كان له دور كبير في توفير بيئة مواتية للإبداع والابتكار. وأكدوا أن هذا النجاح لا يمثل إنجازًا فرديًا فحسب، بل هو انعكاس لتكاتف مجتمع أكاديمي كامل يعمل من أجل رفع مكانة مصر العلمية.
أهمية النشر الدولي
ويبرز هذا الإنجاز أيضًا أهمية النشر العلمي الدولي كأداة لقياس تأثير الأبحاث، حيث يشكل النشر في مجلات ذات معامل تأثير مرتفع وسيلة للوصول إلى مجتمع الباحثين حول العالم، وزيادة فرص الاستشهاد بالأعمال العلمية. وهو ما تسعى الوزارة والجامعات إلى تعزيزه عبر برامج تدريبية متخصصة، ودعم الباحثين في جميع مراحل إعداد ونشر أبحاثهم.
إن إدراج علماء مصريين ضمن قائمة ستانفورد العالمية لأفضل 2% من العلماء يؤكد أن مصر تسير بخطوات واثقة نحو تعزيز مكانتها العلمية على الساحة الدولية. وهو إنجاز يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين الشباب، ويمنح دفعة قوية لجهود الدولة في بناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة ورفع راية مصر في المحافل العالمية.

