في إطار اهتمام الدولة بتوسيع مظلة الرعاية الصحية والاجتماعية لفئة كبار السن ومرضى ألزهايمر، قامت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بزيارة ميدانية إلى مقر جمعية الباقيات الصالحات بالقاهرة، وذلك لمتابعة آخر تطورات العمل في مستشفى الدكتورة عبلة الكحلاوي المتخصص في "ألزهايمر وكبار السن"، والذي تستعد الجمعية لافتتاحه رسميًا خلال الفترة المقبلة ليكون الأول من نوعه في مصر والوطن العربي وأفريقيا.
وخلال الجولة التفقدية، تابعت الوزيرة أعمال التجهيزات النهائية من الناحية الطبية والإنشائية، حيث اطلعت على أنظمة البنية التحتية، وغرف الرعاية المركزة، والعيادات المتخصصة التي يتم تجهيزها وفق أحدث المعايير العالمية. وأعربت الوزيرة عن تقديرها للجهود المبذولة من جانب جمعية الباقيات الصالحات، مؤكدة أن المستشفى يمثل نقلة نوعية في خدمات الرعاية الموجهة لكبار السن ومرضى ألزهايمر، ويعكس التكامل بين الحكومة والمجتمع المدني في دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أن هذه الخطوة تأتي متماشية مع استراتيجية الدولة في تقديم خدمات متخصصة للفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصة، لافتة إلى أن الوزارة تولي ملف كبار السن اهتمامًا متزايدًا من خلال برامج الرعاية الصحية والاجتماعية، وأن افتتاح المستشفى سيسهم في تخفيف الأعباء عن الأسر التي ترعى مرضى ألزهايمر، من خلال تقديم خدمات طبية ونفسية متكاملة.
من جانبها، أوضحت الدكتورة مروة ياسين، رئيس مجلس إدارة جمعية الباقيات الصالحات، أن المستشفى الجديد يعد إنجازًا غير مسبوق على مستوى المنطقة، إذ يقدم منظومة متكاملة تشمل التشخيص المبكر للمرض عبر فرق استشارية متخصصة، إلى جانب وجود مركز متقدم لإدارة الجروح، وأقسام متخصصة في طب المسنين والمخ والأعصاب والصحة النفسية والتغذية العلاجية. وأضافت أن القدرة الاستيعابية للمستشفى تصل إلى 100 سرير، موزعة على ستة طوابق بإجمالي مساحة تبلغ 7876 مترًا مربعًا، مشيرة إلى أن الدور الأرضي المنخفض خُصص لاستقبال حالات الطوارئ والعيادات الخارجية وقسم الأشعة، بينما خُصصت الأدوار العليا للرعاية المركزة والأقسام المتخصصة.
في السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد الفقي، الرئيس التنفيذي للجمعية، أن المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية، ويضم نخبة من الأطباء المتخصصين في مجالات الشيخوخة والأمراض العصبية والنفسية، بما يضمن توفير بيئة علاجية آمنة تسهم في تحسين جودة حياة المرضى. وشدد على أن رسالة المستشفى لا تقتصر فقط على تقديم الخدمة الطبية، بل تمتد لتشمل الدعم النفسي والتأهيلي للمرضى وأسرهم، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال.
ورافق الوزيرة خلال جولتها عدد من قيادات وزارة التضامن والجمعية، بينهم المهندسة مارجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، والأستاذ أيمن عبد الموجود الوكيل الدائم للوزارة، والدكتور محمد العقبي مساعد الوزيرة للاتصال الاستراتيجي والإعلام، إلى جانب فريق من مسئولي الرعاية بالوزارة والجمعية.
ويُعد مستشفى الدكتورة عبلة الكحلاوي نموذجًا متكاملاً لتعاون الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني في مجال الرعاية الصحية، حيث يجمع بين الخبرة الطبية والإدارة المؤسسية للعمل الأهلي، ويضع نصب عينيه توفير خدمة متخصصة طالما افتقدها المجتمع المصري والعربي. ومع اقتراب موعد الافتتاح، تتزايد التطلعات لأن يصبح المستشفى مركزًا إقليميًا رائدًا في تشخيص وعلاج ألزهايمر ورعاية كبار السن، وليفتح الباب أمام إنشاء مؤسسات مماثلة في مناطق أخرى من مصر.

