شهدت القاهرة، الأربعاء 24 سبتمبر 2025، خطوة جديدة في مسيرة التعاون المصري الياباني بمجال النقل، مع توقيع الاتفاقية التنفيذية الخاصة بالشريحة الرابعة من التمويل الياباني المخصص للمرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة الكبرى.
الاتفاقية وُقعت بمقر وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بين الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والسيد أبيساوا يو، الممثل الرئيسي لمكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" بالقاهرة. كما حضر مراسم التوقيع كل من الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير الياباني بالقاهرة إيوائي فوميو، إلى جانب قيادات وزارتي النقل والتعاون الدولي والهيئة القومية للأنفاق.
ربط عمراني وسياحي
الوزير أكد في كلمته أن الخط الرابع يُمثل إضافة نوعية لشبكة النقل الجماعي بالعاصمة، حيث يربط مناطق كثيفة السكان مثل الهرم وفيصل والعمرانية والجيزة ومدينة نصر، وصولًا إلى القاهرة الجديدة، كما يخدم مناطق ذات بعد سياحي مثل الأهرامات والمتحف المصري الكبير. وأوضح أن المشروع بعد اكتماله سيستوعب ما يقرب من 1.5 مليون راكب يوميًا، وهو ما يخفف الضغط المروري عن المحاور الرئيسية ويعزز انسياب الحركة داخل القاهرة الكبرى.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يتم تنفيذه على أربع مراحل، تبدأ من "حدائق الأشجار – الفسطاط" بطول 19 كم، وصولًا إلى المرحلة الرابعة التي تمتد حتى "محطة مطار العاصمة"، مؤكدًا أن الخط سيُسهم في دعم التنمية الاقتصادية عبر خدمة المناطق الصناعية، إلى جانب مساهمته في تنشيط السياحة وربط القاهرة التاريخية بالمشروعات الحديثة.
دعم ياباني متواصل
من جانبه، شدّد السفير الياباني بالقاهرة على أن هذا المشروع يُعد الأكبر في تاريخ التعاون الاقتصادي بين البلدين، موضحًا أن الخط الرابع يعكس حجم الثقة المتبادلة والعلاقات الراسخة التي تمتد لأكثر من سبعين عامًا. وأشار إلى أن الجانب الياباني يعتبر مترو القاهرة من أبرز صور التعاون التنموي المشترك، خاصة وأنه يتكامل مع مشروعات أخرى مثل المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه الكامل في نوفمبر المقبل.
كما أشاد الممثل الرئيسي لمكتب "جايكا" بالدور المصري في دفع عجلة مشروعات النقل الحضري المستدام، مؤكدًا استمرار الوكالة في دعم مصر عبر التمويل الميسر والخبرات الفنية، بما يواكب التوجه العالمي للتحول نحو أنظمة نقل صديقة للبيئة.
رؤية متكاملة
بدورها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الشراكة مع اليابان في مشروع المترو تأتي ضمن توجيهات القيادة السياسية باستكمال شبكة النقل الأخضر في مصر، مشيرة إلى أن التمويل الجديد يُعد امتدادًا للشراكة القائمة منذ الشرائح الثلاث السابقة. وأوضحت أن هذا التعاون يُمثل نموذجًا عمليًا لما تطبقه مصر في إطار «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»، التي تسعى إلى توظيف التمويل التنموي لدعم القطاعات الحيوية وربطها بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضافت وزيرة التخطيط أن استكمال تمويل المرحلة الأولى من الخط الرابع يعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية للنقل واللوجستيات، باعتبارها ركيزة أساسية لتحسين جودة حياة المواطنين، وجذب الاستثمارات، وزيادة التنافسية الاقتصادية.
خطوة نحو المستقبل
وشدد الوزير كامل الوزير في ختام كلمته على أن ما تم توقيعه ليس مجرد اتفاقية تمويل، بل هو شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، ودليل على شراكة استراتيجية مع اليابان في واحد من أهم مجالات البنية التحتية. وأكد أن وزارة النقل ملتزمة بتسريع وتيرة العمل في المشروع، ليخرج إلى النور في أقرب وقت ممكن، ويصبح علامة مضيئة جديدة في تاريخ النقل الحديث بمصر.
بهذا الاتفاق، يواصل الخط الرابع لمترو القاهرة الكبرى مسيرته نحو التنفيذ الكامل، جامعًا بين الأبعاد الاقتصادية والسياحية والبيئية، ومعززًا مكانة مصر كدولة تسعى لتبني أنظمة نقل حضري حديثة وآمنة وصديقة للبيئة.

