شهد المركز الأوليمبي بالمعادي انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من قمة الشمول المالي والرقمي للشباب، تحت شعار "جيل 2030"، بمشاركة واسعة من مؤسسات الدولة المعنية بالقطاع المالي، وفي حضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، إلى جانب ممثلين عن البنك المركزي المصري، وهيئة الرقابة المالية، والبورصة المصرية.
القمة التي استمرت على مدار يومين جاءت لتؤكد توجه الدولة نحو دمج الشباب في قلب عملية التنمية، من خلال تعزيز وعيهم المالي والرقمي، وتوفير بيئة داعمة تتيح لهم الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة، في ظل التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي المتسارع.
🔹 وزير الشباب: الشباب في صدارة خطط التنمية
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أشرف صبحي أن القمة تعد استمراراً للنجاحات التي تحققت في النسخ السابقة، وتعكس التزام الوزارة بترجمة أهداف الدولة في مجالات الشمول المالي والتحول الرقمي إلى برامج عملية موجهة للشباب.
وأضاف أن الشمول المالي لم يعد مجرد مفهوم اقتصادي، بل أصبح أداة تمكين رئيسية لإعداد جيل قادر على التعامل مع الاقتصاد الرقمي، والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن القمة تمثل منصة حوارية تتيح للشباب التفاعل المباشر مع مؤسسات الدولة وصناع القرار والخبراء.
🔹 البنك المركزي: مؤشرات نمو غير مسبوقة
من جانبه، أوضح شريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي المصري لقطاع الشمول المالي والاستدامة، أن الشباب يمثلون الفئة الأكثر استهدافاً في خطط البنك المركزي، مؤكداً أن التعاون مع وزارة الشباب والرياضة أثمر عن نتائج ملموسة.
وأشار إلى أن نسبة الشمول المالي في مصر ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة من 2016 وحتى منتصف 2025، لتصل إلى 76.3% بمعدل نمو تجاوز 214%، وهو ما يعكس جهوداً متواصلة لتوفير منتجات وخدمات مالية مبتكرة تلبي احتياجات المواطنين، خصوصاً الشباب.
🔹 الرقابة المالية: فرص تمويلية ومشروعات ناشئة
واستعرض محمد الصياد، نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، دور الهيئة في تنظيم القطاع المالي غير المصرفي، مؤكداً أن الهيئة تركز بشكل خاص على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، باعتبارها قاطرة للتشغيل والنمو الاقتصادي.
كما لفت إلى أن الهيئة تعمل على نشر الثقافة المالية بين الشباب، بما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على اتخاذ قرارات مالية سليمة، ويملك أدوات تخطيط مستقبلية تفتح أمامه فرصاً أوسع للعمل والإبداع.
🔹 البورصة المصرية: الشباب يقودون ثقافة الاستثمار
وفي السياق ذاته، شدد الدكتور إسلام عزام رئيس البورصة المصرية، على أهمية تمكين الشباب في سوق المال، مشيراً إلى أن 60% من المتداولين الجدد عام 2025 هم من فئة الشباب تحت سن الثلاثين، مقارنة بـ58% العام الماضي، وهو ما يعكس اتساع قاعدة المستثمرين الشباب.
وأضاف أن البورصة وقعت أكثر من 40 بروتوكول تعاون مع الجامعات المصرية، ونجحت في تدريب مئات الطلاب، إلى جانب مشاركتها في فعاليات كبرى مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، بهدف نشر ثقافة الاستثمار بين الأجيال الجديدة.
🔹 جلسات نقاشية وورش عمل
تضمنت أجندة القمة مجموعة من الجلسات وورش العمل التي ناقشت محاور متعددة، في مقدمتها دور الشمول المالي في تعزيز ريادة الأعمال، وأهمية إتاحة الخدمات المالية للشباب، بالإضافة إلى سبل تحويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى مشروعات أكثر تنافسية.
كما خصص اليوم الثاني لموضوعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث ناقش المشاركون مستقبل العمل في ظل التطور التكنولوجي، وأثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، بجانب جلسة ختامية عن الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية.
القمة، التي شارك فيها 200 شاب وشابة من الجامعات ومراكز الشباب وذوي الهمم، أكدت أن الاستثمار في عقول الشباب هو الاستثمار الأكثر استدامة، وأن الشمول المالي والرقمي ليس مجرد شعارات، بل ضرورة حتمية لبناء جيل يواكب متطلبات العصر ويسهم في دفع الاقتصاد الوطني نحو آفاق جديدة.

