أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن جاهزيتها الكاملة لانطلاق الموسم الزراعي الشتوي لهذا العام، مؤكدة أن جميع مستلزمات الإنتاج متوفرة للمزارعين بالأسعار المقررة دون أي زيادات، مع استمرار تقديم الدعم الفني والرقابة المشددة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.
وأوضح الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة وضعت خطة شاملة تستهدف التيسير على المزارعين وتخفيف الأعباء عنهم، عبر توفير مستلزمات الإنتاج الأساسية من أسمدة مدعمة وتقاوي عالية الجودة ومبيدات آمنة، إضافة إلى إتاحة الميكنة الزراعية بأسعار مناسبة لتقليل التكاليف وتحسين كفاءة العمل الزراعي.
وأكد الوزير أن الدولة ملتزمة بتوريد الأسمدة المدعمة عبر الجمعيات الزراعية بالأسعار الرسمية، دون فرض أي رسوم إضافية أو ربط عمليات الصرف بشراء مستلزمات أخرى، مشددًا على أنه سيتم الإعلان بشكل واضح داخل الجمعيات عن المقررات السمادية ومواعيد الصرف لضمان الشفافية. وأضاف أن من يملكون حيازات زراعية تتجاوز 25 فدانًا سيجدون كميات إضافية مطروحة بالسوق الحر، لتجنب أي نقص أو ضغط على الحصص المقررة للفلاحين الصغار والمتوسطين.
وأشار فاروق إلى أن الحكومة تتحمل فروق أسعار الغاز التي أثرت على تكلفة إنتاج الأسمدة، وذلك لضمان التزام المصانع بتوريد الحصص المتفق عليها من الأسمدة المدعمة، بما يعكس حرص الدولة على استمرار الدعم للفلاحين رغم الظروف الاقتصادية العالمية.
وشدد الوزير على ضرورة الانتهاء من أعمال الحصر والتدقيق للمساحات الزراعية، لتحديد الاحتياجات الفعلية من الأسمدة والتقاوي بدقة، مع متابعة دقيقة لعمليات الصرف من خلال "كارت الفلاح" للحد من أي مخالفات وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
كما أوضح أن الوزارة طرحت كميات مناسبة من التقاوي والبذور المعتمدة للمحاصيل الاستراتيجية الشتوية مثل القمح والبنجر والبرسيم، وهي تقاوي عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض، بهدف رفع معدلات الإنتاج وتحقيق عائد أفضل للمزارعين، بما يدعم الأمن الغذائي المصري.
وفيما يتعلق بالمكافحة والإرشاد، أكد فاروق أن الوزارة وفرت المبيدات الموصى بها لمكافحة الآفات والأمراض التي قد تظهر خلال الموسم، مع إطلاق حملات إرشادية موسعة لتوعية المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية، سواء في طرق الري الحديثة أو التسميد المتوازن أو تحديد مواعيد الزراعة المثلى. كما وجه بزيادة المرور الميداني لمهندسي الإرشاد الزراعي والباحثين لمتابعة حالة المحاصيل بشكل مستمر وتقديم الدعم الفوري عند الحاجة.
وأشار الوزير إلى أن الميكنة الزراعية أصبحت متاحة الآن للفلاحين بأسعار مدعومة، وتشمل آلات ومعدات للزراعة والحصاد، مما يسهم في تقليل الجهد والوقت والتكلفة، ورفع جودة العمليات الزراعية، وزيادة الاستفادة من وحدة الأرض والمياه، وبالتالي رفع الإنتاجية وتقليل الفاقد في المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح.
ودعا وزير الزراعة جميع المزارعين إلى الالتزام بالتوصيات الفنية الصادرة عن أجهزة الوزارة والاستفادة من الخدمات المقدمة سواء من حيث مستلزمات الإنتاج أو برامج الإرشاد والتدريب، مؤكدًا أن هذه الجهود تصب في النهاية لصالح الفلاح والمجتمع معًا من خلال زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.
الجدير بالذكر أن وزير الزراعة كان قد قرر مد فترة استلام الأسمدة الخاصة بالموسم الصيفي عشرة أيام إضافية لتنتهي في 10 أكتوبر بدلًا من 30 سبتمبر، وذلك في إطار الحرص على استمرار دعم المزارعين وتجنب أي اختناقات قد تحدث في عمليات التوزيع.
ويأتي إعلان الوزارة عن هذه الخطة في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي اهتمامًا متزايدًا من الدولة باعتباره ركيزة أساسية للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، حيث يمثل الموسم الشتوي الحالي اختبارًا مهمًا لنجاح جهود الحكومة في ضمان توافر مستلزمات الإنتاج وتخفيف الأعباء عن الفلاحين.

