عقد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، اجتماعًا ثنائيًا مع وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، السيد أسعد الشيباني، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك. وجاء اللقاء في توقيت حساس يشهد فيه الإقليم تطورات متسارعة، بما يجعل الملف السوري في صدارة الاهتمامات الإقليمية والدولية.
▪︎ موقف مصر ثابت
وخلال اللقاء، شدد الوزير عبد العاطي على ثبات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، مؤكداً أن القاهرة ترى أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها هي خط أحمر لا يمكن المساس به، وأن استعادة الدولة السورية لكامل سيادتها على أراضيها تمثل الركيزة الأساسية لضمان استقرار المنطقة. وأضاف أن مصر تدعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية وتعتبرها الضمانة الحقيقية لصون مقدرات الشعب السوري والحفاظ على تماسك الدولة في مواجهة التحديات.
وأوضح عبد العاطي أن المسار السياسي الشامل، بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، يظل السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المستدام، مشدداً على أن القاهرة تدعم كل الجهود التي تضمن عودة سوريا إلى دورها الطبيعي داخل محيطها العربي والإقليمي.
▪︎ التعاون العربي في مواجهة التحديات
من جانبه، أعرب الوزير السوري عن تقدير بلاده للدور المصري في دعم القضايا العربية، مؤكداً تطلع دمشق إلى توسيع آفاق التعاون مع القاهرة على المستويين الثنائي والعربي. وأشار إلى أن التنسيق المصري – السوري يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية.
كما اتفق الوزيران على أهمية استمرار التعاون بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز من قوة الموقف العربي الموحد في الملفات الحيوية.
▪︎ مكافحة الإرهاب والتطرف
وأكد عبد العاطي أن مصر تثمّن الجهود المبذولة على الأرض لمكافحة الإرهاب والتطرف في سوريا، مشيراً إلى أن عودة سوريا إلى الاستقرار الكامل من شأنها أن تعزز الأمن القومي العربي ككل. وأضاف أن محاربة الإرهاب لا تنفصل عن دفع العملية السياسية، حيث أن المعالجة الشاملة للأزمة يجب أن تجمع بين البعدين الأمني والسياسي.
▪︎ رفض التدخلات الخارجية
وفيما يخص التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري، جدد وزير الخارجية المصري التأكيد على رفض القاهرة لأي محاولات للنيل من وحدة سوريا أو استغلال الأوضاع الراهنة لتبرير تدخلات خارجية. كما أشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية تمثل تهديداً خطيراً للاستقرار، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف هذه الممارسات.
وأكد الوزير أن مصر لا تتوانى في اتصالاتها الإقليمية والدولية عن إعادة التأكيد على ضرورة احترام وحدة سوريا وسيادتها، باعتبارها مسألة جوهرية للحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين.
▪︎ تطلع لمزيد من التنسيق
الجانبان ناقشا خلال الاجتماع عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك أوضاع اللاجئين السوريين في المنطقة، وسبل دعم جهود الإغاثة الإنسانية، إضافة إلى بحث إمكانيات التعاون الاقتصادي والاجتماعي بعد عودة الاستقرار.
وأعرب الوزيران عن تطلعهما لمواصلة التنسيق خلال المرحلة المقبلة، سواء عبر القنوات الثنائية أو في إطار جامعة الدول العربية، بما يعزز مسار التقارب العربي ويخدم مصالح شعوب المنطقة.
▪︎ لقاء يعكس أولوية الملف السوري
مراقبون اعتبروا أن اللقاء بين وزيري خارجية مصر وسوريا يعكس الأهمية التي توليها القاهرة للملف السوري، خاصة مع عودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، وما يتطلبه ذلك من تعزيز التشاور حول آليات دعم الاستقرار وإعادة الإعمار.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مصر تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري، وتطرح رؤيتها القائمة على الحل السياسي الشامل، ورفض سيناريوهات التقسيم أو الإقصاء.
اللقاء، وفق متابعين، بعث برسالة واضحة مفادها أن القاهرة ودمشق على توافق كامل بشأن رفض محاولات العبث بالسيادة السورية، وأن هناك إدراكاً متزايداً بأن استعادة سوريا لعافيتها تمثل مصلحة استراتيجية مشتركة لكل الدول العربية.

