افتتحت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، صباح اليوم الأحد، حضانة "Safe" التابعة لمؤسسة "Safe Egypt" في منطقة التجمع الخامس، وذلك في إطار جهود الدولة لتعزيز خدمات الطفولة المبكرة وتوفير بيئة آمنة ومتطورة للأطفال في المراحل الأولى من حياتهم.
جاء الافتتاح بحضور المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، والأستاذة سارة عزيز مؤسس ومديرة مؤسسة "Safe Egypt"، إلى جانب عدد من الخبراء والمهتمين بمجال حماية وتنمية الطفولة، بينهم دينا عبد الوهاب الخبيرة في الطفولة المبكرة، ومنى الشبراوي رئيس الإدارة المركزية لشئون الأسرة والمرأة، وميشيل جرجس مؤسس ومدير شركة "رجل"، ونجوى عزيز مدير خدمات رعاية الطفولة بالمؤسسة، إضافة إلى ممثلي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
وتفقدت وزيرة التضامن الاجتماعي أروقة الحضانة، التي تمتد على مساحة 600 متر وتستوعب أكثر من 140 طفلًا وطفلة، حيث اطلعت على البرامج التعليمية والأنشطة الترفيهية المقدمة تحت شعار "بناء طفل ذو مهارات". وتركز هذه الأنشطة على تمكين الأطفال وتنمية قدراتهم، إلى جانب حمايتهم من التنمر وتوعيتهم ضد التحرش، بما يتماشى مع رؤية مؤسسة "Safe Egypt" في توفير بيئة شاملة وآمنة للأطفال.
وأشادت الوزيرة بمستوى الخدمات التعليمية والاجتماعية المقدمة داخل الحضانة، معتبرة أن التجربة تمثل نموذجًا يمكن تعميمه في إطار خطة الوزارة لتنمية الطفولة المبكرة. وأكدت أن هذه الجهود تأتي بالتوازي مع الحصر الوطني الشامل للحضانات الذي تنفذه الوزارة لبناء قاعدة بيانات دقيقة تشمل جميع المنشآت العاملة مع الأطفال من سن يوم وحتى 4 سنوات، بما يتيح القدرة على التخطيط المستقبلي وتطوير السياسات المعنية بهذا الملف الحيوي.
وأشارت مرسي إلى أن العام الجاري شهد انطلاق الدراسة في عدد من مراكز تنمية الأسرة والطفولة بقرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في 9 محافظات، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والتنمية المحلية والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي. وأوضحت أن هذه المراكز توفر للأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات بيئة تعليمية واجتماعية ونفسية متكاملة، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو بناء كيان أسري متماسك يضمن تنشئة الأطفال تنشئة سليمة.
من جانبها، أكدت الأستاذة سارة عزيز، مؤسس ومديرة مؤسسة "Safe Egypt"، أن الهدف الرئيسي للمؤسسة منذ انطلاقها قبل 13 عامًا كان حماية وتمكين الأسرة المصرية، بدءًا من برامج حماية الأطفال ووصولًا إلى دعم المراهقين والأخصائيين النفسيين. وأوضحت أن الحضانة الجديدة تعكس فلسفة المؤسسة في إيجاد بيئة متكاملة للطفل، مشيرة إلى أن خطط التوسع المستقبلية ستعتمد على تطوير المحتوى التعليمي والنفسي، وتقديم خدمات تراعي احتياجات الأطفال في مختلف مراحل نموهم.
وشددت عزيز على أن المؤسسة تعمل وفق رؤية شاملة تضع الأسرة في قلب أولوياتها، باعتبارها البيئة الأولى التي تشكل شخصية الطفل. ووجهت الشكر لوزيرة التضامن الاجتماعي على دعمها المستمر لبرامج المؤسسة، وحرصها على تعزيز دور الحضانات كركيزة أساسية في بناء جيل جديد قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
ويأتي افتتاح حضانة "Safe" في ظل تركيز الدولة على ملف الطفولة المبكرة باعتباره أحد المحاور الرئيسية لتنمية رأس المال البشري، حيث تسعى وزارة التضامن الاجتماعي إلى توسيع قاعدة الحضانات المرخصة وتطوير محتواها التعليمي والتربوي بما يواكب المعايير العالمية. كما تعمل الوزارة على دعم الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتوفير بيئة آمنة للأطفال وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.
ويُذكر أن مؤسسة "Safe Egypt" تعد من المؤسسات الرائدة في مجال حماية وتمكين الطفل والأسرة، حيث نفذت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات والبرامج التي استهدفت الحد من أشكال العنف ضد الأطفال، إلى جانب تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأسر.
ويعكس هذا الافتتاح حرص الدولة على الاستثمار في المراحل المبكرة من حياة الأطفال، بما يضمن إعداد جيل قادر على الإبداع والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وهو ما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

