شارك الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، في أعمال الدورة الثانية والسبعين للاجتماع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والذي انعقد بمشاركة كبار المسؤولين الصحيين والخبراء الدوليين، حيث ناقش المجتمعون القضايا المتعلقة بالتكامل بين برامج مكافحة العدوى وترشيد استخدام المضادات الحيوية داخل وحدات الرعاية الصحية الأولية.
الاجتماع الذي استضافته منظمة الصحة العالمية، شهد حضور الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي للمنظمة، إلى جانب عدد من قيادات الصحة العالمية وممثلي الدول الأعضاء. وجاءت مشاركة مصر لتسليط الضوء على جهودها الوطنية في مجال مكافحة العدوى ومقاومة المضادات الحيوية، وهي واحدة من أكثر القضايا الصحية إلحاحًا عالميًا.
وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو قنديل أن مصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية للصحة الواحدة عام 2023 بالشراكة مع وزارتي الزراعة والبيئة، كخطوة تعكس التوجه نحو مفهوم متكامل يجمع بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم يهدف لمواجهة التحديات المشتركة التي تمثلها الميكروبات المقاومة للمضادات. وأضاف أن العام 2024 شهد إطلاق الخطة التشغيلية الوطنية للصحة الواحدة، بما يعكس التزام الدولة المصرية بترجمة التوجهات الاستراتيجية إلى خطوات عملية على أرض الواقع.
وأوضح نائب وزير الصحة أن البرنامج الوطني لمكافحة العدوى في مصر تمكن من استيفاء المعايير الأساسية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وهو ما يعد إنجازًا في إطار الجهود المبذولة لحماية المرضى والعاملين في القطاع الصحي. كما أشار إلى أن قطاع الطب الوقائي والصحة العامة تم تكليفه بقيادة الجهود الوطنية لتنفيذ الخطة الخاصة بمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، مؤكداً أن هذه التجربة المصرية تم إدراجها كنموذج ناجح في الدليل الإرشادي الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن البرنامج الوطني لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية يضم حاليًا 96 مستشفى حكومي وخاص، مع خطط واضحة للتوسع التدريجي ليشمل كافة المستشفيات على مستوى الجمهورية. وأشار إلى أن مصر تنتظر تقرير الجمعية البريطانية للمضادات الميكروبية، بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة، لاعتماد خمس مستشفيات مصرية عالميًا في مجال مكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور عمرو قنديل على أهمية التزام مصر بالخطة العالمية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وكذلك بالاستراتيجية الدولية للوقاية من العدوى، بهدف تقليل معدلات انتشار البكتيريا المقاومة وحماية الأرواح. وأكد أن هذه الجهود تنسجم مع التوجهات العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه.
من جانبها، قدمت الدكتورة سالي محيي الدين، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة العدوى بوزارة الصحة، عرضًا حول الإنجازات التي حققتها مصر في هذا الملف، موضحة أن التجربة المصرية شملت المستشفيات العامة والخاصة ووحدات الرعاية الأولية، حيث تم وضع أنظمة دقيقة لمتابعة وصف واستهلاك المضادات الحيوية. كما استعرضت نتائج دراسة عالمية تناولت تحسين الممارسات الخاصة بوصف المضادات الحيوية في الرعاية الأولية، والتي حصلت على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (جاهار).
وأكدت محيي الدين أن التجربة المصرية في مجال مكافحة العدوى ومقاومة المضادات الحيوية باتت نموذجًا يحظى باهتمام إقليمي ودولي، مشيرة إلى أن النجاحات التي تحققت حتى الآن لم تكن لتتم دون دعم القيادة السياسية وتكامل الجهود بين مختلف الوزارات والهيئات.
الاجتماع الإقليمي أوصى بأهمية تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء وتوسيع نطاق التعاون الفني والبحثي، بما يساعد على مواجهة التحديات المتصاعدة المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية، وهي قضية تهدد الأنظمة الصحية عالميًا إذا لم يتم التصدي لها بشكل فعال ومنسق.
وتعكس مشاركة مصر في هذا الاجتماع الدولي استمرار دورها الإقليمي الفاعل في قضايا الصحة العامة، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه دول المنطقة في مجالات الوقاية ومكافحة العدوى.

