شهد المتحف المصري الكبير مساء أمس احتفالية خاصة لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مجموعة صن رايز الفندقية ومجموعة ماينور الدولية للضيافة، إحدى أكبر المجموعات الفندقية العالمية المالكة لعدد من العلامات الشهيرة في مجال الضيافة. وتأتي هذه الاتفاقية لتفتح آفاقًا جديدة أمام قطاع السياحة المصري، عبر خطة توسعية طموحة تشمل افتتاح وإدارة 50 فندقًا جديدًا في مختلف أنحاء الجمهورية خلال السنوات المقبلة.
حضر الاحتفالية وزير السياحة والآثار شريف فتحي، الذي أكد في كلمته على أن هذه الخطوة تعكس الثقة المتنامية في السوق المصري كوجهة سياحية واعدة. وأوضح أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لتوسيع البنية الفندقية بالتوازي مع جهودها في تعزيز حركة الطيران وتطوير البنية التحتية السياحية، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية التي تستهدف الوصول إلى استقبال 30 مليون سائح خلال السنوات القليلة القادمة.
أربعة فنادق كبداية
ووفقًا للاتفاقية، تبدأ المرحلة الأولى من التعاون بإنشاء أربعة فنادق كبرى ضمن مشروعات شركة "مدار" للتطوير العقاري، وهي فندق في مشروع أزهى برأس الحكمة، وفندق آخر في كنز زايد الجديدة، إضافة إلى فندقين في أزهى العين السخنة. ويُتوقع أن تقدم هذه الفنادق تجربة ضيافة عالمية المستوى، مستندة إلى خبرة مجموعة ماينور الدولية، مع الاستفادة من الحضور القوي لمجموعة صن رايز في السوق المحلي.
دعم رسمي للقطاع السياحي
في كلمته خلال الحفل، هنأ الوزير المجموعتين على توقيع هذه الشراكة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تؤكد قدرة مصر على جذب استثمارات عالمية في قطاع السياحة والضيافة. كما شدد على أن الوزارة تعمل على تنويع المنتج السياحي المصري، بحيث تصبح مصر الوجهة الأولى عالميًا من حيث تنوع الأنماط السياحية التي تقدمها.
وأشار الوزير إلى أن الدولة تقدم كل أشكال الدعم لتسهيل دخول علامات فندقية عالمية إلى السوق المصري، معتبرًا أن ذلك يمثل إضافة نوعية للقطاع، ويسهم في رفع مستوى الخدمات الفندقية المقدمة للسائحين.
كلمة صن رايز
من جانبه، أعرب حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة مجموعة صن رايز ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، عن شكره وتقديره للدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من القيادة السياسية والحكومة، مؤكدًا أن السياحة المصرية تحقق خطوات متقدمة في استعادة مكانتها العالمية. وأوضح أن الشراكة مع مجموعة ماينور ستفتح الباب أمام ضخ استثمارات جديدة وتطوير خدمات فندقية بمعايير عالمية، الأمر الذي يعزز مكانة مصر كمقصد سياحي رئيسي في المنطقة.
وأضاف الشاعر أن الخطة التوسعية ستشمل إلى جانب الفنادق الجديدة في الساحل الشمالي والعين السخنة، مشروعات أخرى في القاهرة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، لتغطية مختلف المقاصد السياحية التي يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم.
رؤية ماينور الدولية
أما ويليام إي هاينكي، رئيس مجلس إدارة مجموعة ماينور الدولية للضيافة، فقد أكد أن مصر تمثل له "الوطن الثاني"، معربًا عن سعادته بتدشين سلسلة فنادق المجموعة داخلها. وأضاف أن التعاون مع شركة "أزهى" لتطوير سلسلة من الفنادق يمثل خطوة محورية في توسيع نشاط المجموعة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مقومات سياحية فريدة تجعلها وجهة مثالية للاستثمارات طويلة الأجل في مجال الضيافة.
حضور رسمي ومؤسسي
شهد الحفل حضور عدد من قيادات وزارة السياحة والآثار، بينهم يمنى البحار نائب الوزير، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إضافة إلى رنا جوهر مستشار الوزير للتواصل والعلاقات الخارجية، وأحمد نبيل معاون الوزير للطيران والمتابعة.
كما شارك ممثلون عن مجموعة صن رايز ومجموعة ماينور وعدد من رجال الأعمال العاملين في مجال السياحة والفنادق، حيث جرى التأكيد على أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتعاون بين الشركات المحلية والعالمية بما يسهم في تعزيز تنافسية السوق المصري.
خطوة جديدة نحو المستقبل
ويرى خبراء السياحة أن هذه الشراكة تأتي في توقيت مهم يشهد فيه القطاع السياحي تعافيًا ملحوظًا وارتفاعًا في معدلات الإشغال الفندقي، وهو ما يستدعي المزيد من التوسع في الطاقة الاستيعابية. كما تعكس الاتفاقية التزام المستثمرين الدوليين بثقتهم في مصر كسوق واعد قادر على استيعاب المزيد من الاستثمارات الضخمة.
وبذلك، تمثل هذه الاتفاقية بداية مرحلة جديدة من الشراكات الدولية في القطاع السياحي المصري، بما يعزز من مكانة البلاد على خريطة السياحة العالمية، ويمهد الطريق لتحقيق أهدافها الطموحة في زيادة أعداد السائحين وتعظيم العائد الاقتصادي.

