في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز التكامل بين مؤسساتها التنفيذية والأكاديمية لتحقيق التنمية المستدامة، استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تناول اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التنمية المحلية، وإدارة الموارد البيئية، وبناء القدرات البشرية العاملة في هذا القطاع الحيوي.
خلال الاجتماع، أكدت الوزيرة أن الوزارة تعمل وفق نهج علمي يستند إلى الخبرات البحثية والأكاديمية في تطوير آليات العمل المحلي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين بالمحافظات، مشيرة إلى أن الأكاديمية العربية تمثل صرحاً علمياً رائداً يساهم في دعم خطط الدولة بمجالات الإدارة البيئية، والتحول الأخضر، وإدارة المخلفات الصلبة، إلى جانب إعداد دراسات متخصصة في التنمية الحضرية والاقتصادية.
وأشادت الوزيرة بالدور الفعّال الذي تقوم به الأكاديمية في دمج مفاهيم الاستدامة داخل منظومتها التعليمية والبحثية، سواء من خلال تصميم مباني صديقة للبيئة أو عبر تدريب طلابها على أحدث التقنيات المرتبطة بالمشروعات الخضراء. كما أثنت على جهود الأكاديمية في إعداد كوادر شابة مؤهلة تسهم في مشروعات الدولة التنموية، خاصة تلك المرتبطة بالبنية التحتية والإدارة المتكاملة للمخلفات.
وأوضحت الدكتورة منال عوض أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في التعاون مع المؤسسات الأكاديمية لتقديم الدعم الفني والاستشاري للوزارة والمحافظات، لا سيما في الملفات المرتبطة بتحسين الخدمات المحلية وإدارة المخلفات وتطوير المحطات الوسيطة والمصانع والمدافن الصحية. وأضافت أن الوزارة تسعى إلى تطبيق معايير الاستدامة في جميع مشروعاتها، بالتنسيق مع وزارة البيئة والجهات المعنية، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 وتوجيهات القيادة السياسية نحو التحول الأخضر وتحقيق النمو المستدام.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية تعزيز التعاون الثلاثي بين وزارتي التنمية المحلية والبيئة والأكاديمية العربية في مجالات التدريب وبناء القدرات، لرفع كفاءة العاملين بالوحدات المحلية وتمكينهم من التعامل مع قضايا التغيرات المناخية، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على إنشاء وحدات متخصصة لتغير المناخ داخل المحافظات، بدعم من وزارة البيئة، لضمان التكامل في تنفيذ المشروعات البيئية ومتابعة جهود التحول الأخضر على المستوى المحلي.
من جانبه، أعرب الدكتور إسماعيل عبد الغفار عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن الأكاديمية تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز شراكتها مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، وأنها على استعداد كامل لتقديم كل أوجه الدعم العلمي والفني في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأوضح أن الأكاديمية تمتلك خبرات كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، والتخطيط البيئي، وتحرص على توظيف هذه الخبرات في خدمة أهداف التنمية المحلية في مصر.
وأشار رئيس الأكاديمية إلى أن التعاون القائم مع وزارتي التنمية المحلية والبيئة يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين التعليم التطبيقي ومتطلبات التنمية الوطنية، موضحًا أن الأكاديمية تعمل حاليًا على إعداد برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر العاملة بالإدارة المحلية، بما يضمن تعزيز قدراتهم على تنفيذ مشروعات البنية التحتية وفق معايير بيئية متقدمة.
وشهد اللقاء مناقشة عدد من المقترحات العملية لتوسيع مجالات التعاون خلال الفترة المقبلة، من بينها تنفيذ مشروعات تجريبية في بعض المحافظات تستند إلى حلول تكنولوجية مبتكرة في إدارة المخلفات، إلى جانب إطلاق برامج توعية بيئية تستهدف فئة الشباب والمجتمعات المحلية لدعم المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة. كما تم بحث إمكانية تطوير منظومة النقل المستدام بالمحافظات بالتعاون مع الأكاديمية، من خلال إعداد دراسات فنية وتقنية تتماشى مع توجه الدولة لخفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.
وفي ختام اللقاء، أكدت وزيرة التنمية المحلية أن الشراكة مع الأكاديمية العربية تمثل خطوة مهمة نحو ربط البحث العلمي بالتنمية الميدانية، وأن الوزارة تسعى لتعميم التجارب الناجحة في المحافظات من خلال تبادل الخبرات بين الجهات المعنية، مشيرة إلى أن التكامل بين العمل التنفيذي والعلمي هو الطريق الأمثل لتحقيق تنمية محلية واقعية ومستدامة.
وتوجهت الوزيرة بالشكر إلى الدكتور إسماعيل عبد الغفار وفريق العمل بالأكاديمية على تعاونهم المستمر، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التنسيق لتنفيذ برامج تدريبية مشتركة ومبادرات بيئية مبتكرة تسهم في دعم أهداف الدولة المصرية نحو مستقبل أكثر استدامة وتحسين جودة حياة المواطنين.

