في إطار توجه الدولة نحو تعزيز الاستثمارات الأجنبية في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة المستدامة، استقبل المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، السيد أوسموند أوكروست، وزير التنمية الدولية بمملكة النرويج، لبحث آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين وسبل تعميق الشراكات في مجالات الطاقة النظيفة والصناعات التحويلية.
اللقاء الذي عُقد بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، شهد حضور السفير النرويجي بالقاهرة إيريك هوسيم، إلى جانب عدد من مسؤولي شركة "سكاتك" النرويجية، وعلى رأسهم محمد عامر، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، حيث جرى استعراض أوجه التعاون القائم والمشروعات المشتركة الجارية بين الجانبين.
وأكد المهندس محمد شيمي خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية النرويجية، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الانفتاح أمام الاستثمارات النرويجية في مصر، خاصة في القطاعات المرتبطة بالطاقة النظيفة والتحول الصناعي الأخضر، والتي تُعد من أولويات الدولة في الوقت الراهن.
وأضاف الوزير أن مصر تواصل العمل على تحسين مناخ الاستثمار وتوفير بنية تحتية قوية لجذب الشركات العالمية، موضحًا أن الحكومة تدعم بقوة كل المبادرات التي تعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتفتح المجال أمام الشركات الدولية للمشاركة في تنفيذ مشروعات استراتيجية طويلة الأجل.
وخلال اللقاء، تم استعراض تطورات مشروع الطاقة الشمسية الذي تنفذه شركة مصر للألومنيوم بالتعاون مع شركة "سكاتك" النرويجية، والذي يُمثل خطوة نوعية في دعم التحول إلى الطاقة النظيفة داخل القطاع الصناعي المصري. المشروع الذي يجري تنفيذه في مجمع الألومنيوم بنجع حمادي من خلال شركة "دندرة للطاقة الشمسية" التابعة لـ"سكاتك"، يهدف إلى تغذية المجمع بجزء كبير من احتياجاته الكهربائية عبر مصادر متجددة.
وأوضح الوزير أن المشروع من المقرر أن يسهم في خفض الانبعاثات الصناعية بنسبة تصل إلى 30%، مما يجعله أول مشروع صناعي متكامل لإزالة الكربون على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعزز من تنافسية المنتج المصري، خصوصًا في الأسواق الأوروبية التي بدأت تطبيق آلية "تعديل الكربون الحدودي"، بما يجعل التزام الشركات المصرية بالمعايير البيئية العالمية ميزة تنافسية حقيقية.
وأكد شيمي أن هذا التعاون مع الجانب النرويجي يعكس الثقة الدولية المتزايدة في الاقتصاد المصري، وقدرته على استيعاب استثمارات ضخمة في قطاعات حديثة تقوم على الابتكار والتكنولوجيا النظيفة، مضيفًا أن الوزارة تعمل وفق رؤية الدولة في التحول الأخضر وتقليل البصمة الكربونية للقطاعات الصناعية الكبرى.
كما تناول اللقاء بحث عدد من المقترحات الجديدة لتعزيز التعاون المشترك، من بينها مشروعات في مجالات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير الصناعات المعدنية باستخدام الطاقة المتجددة، إلى جانب فرص استثمارية مطروحة من الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام. وأعرب الوزير النرويجي عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في تعزيز التحول نحو الطاقة المستدامة، مشيدًا بالتقدم الملحوظ في البنية التحتية والاستقرار الاقتصادي الذي يجعل مصر وجهة مفضلة للاستثمارات الأوروبية.
وأشار شيمي إلى أن مشروع "سكاتك – مصر للألومنيوم" يمثل نموذجًا يحتذى به في الشراكات الصناعية بين الدولة والمستثمرين الأجانب، ليس فقط لما يقدمه من فائدة بيئية، ولكن لما يخلقه من قيمة مضافة في السوق المحلي من خلال نقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المصرية على نظم الطاقة الحديثة.
وفي ختام اللقاء، شدد وزير قطاع الأعمال العام على أن الحكومة المصرية ماضية في تنفيذ خطة واضحة لجذب الاستثمارات في القطاعات الصناعية ذات القيمة العالية، بما يسهم في تعزيز الصادرات وزيادة فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد أن التعاون مع النرويج يمثل خطوة مهمة في مسار التحول الصناعي الأخضر، ويفتح الباب أمام مزيد من المشروعات التي تجمع بين الجدوى الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
من الجدير بالذكر أن مشروع محطة الطاقة الشمسية الجاري تنفيذه مع "سكاتك" يحظى باهتمام مؤسسات تمويل دولية كبرى، منها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الأفريقي للتنمية، والبنك الأوروبي للاستثمار، في دلالة واضحة على الثقة المتزايدة في السوق المصري كبيئة واعدة للمشروعات المستدامة والطاقة النظيفة.

