في إطار الجهود المصرية المتواصلة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الشركاء الأوروبيين، وصلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من منتدى البوابة العالمية الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري، بمشاركة واسعة من قادة الحكومات وممثلي مؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص.
المنتدى، الذي يُعد أحد أهم الفعاليات التنموية على الساحة الأوروبية، يركز هذا العام على تعزيز الترابط العالمي من خلال دعم الشراكات الاستثمارية في مجالات التحول الأخضر والبنية التحتية المستدامة والاقتصاد الرقمي، بما يعزز من قدرة الدول الشريكة على مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية الراهنة.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، في تصريحات على هامش وصولها إلى بروكسل، أن المشاركة المصرية في المنتدى تأتي في توقيت دقيق، قبيل انعقاد القمة المصرية الأوروبية المقررة أواخر أكتوبر الجاري، والتي من المنتظر أن تشهد الإعلان عن عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجديدة بين الجانبين في مجالات التنمية والاستثمار والطاقة.
وأضافت الوزيرة أن الحكومة المصرية تعمل على تعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي باعتباره أحد أهم شركاء التنمية لمصر، مشيرة إلى أن العلاقات بين الجانبين شهدت خلال الأعوام الأخيرة تطورًا كبيرًا على مستوى المشروعات المشتركة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، وتحديث البنية التحتية، وتمويل برامج التحول الأخضر، إلى جانب دعم مبادرات الحماية الاجتماعية وتعزيز رأس المال البشري.
ومن المقرر أن تشارك الوزيرة في الجلسة الافتتاحية الرسمية للمنتدى، التي تتحدث خلالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى جانب عدد من القادة والمسؤولين، حيث سيتم استعراض الجهود الدولية لدعم مشروعات التنمية المستدامة وتمويل مشروعات البنية التحتية في الدول النامية. كما ستشارك المشاط في عدة جلسات نقاشية متخصصة تتناول آليات تمويل الاقتصاد الأخضر، وجذب الاستثمارات في مجالات الطاقة النظيفة والمياه والنقل المستدام.
وتتضمن أجندة عمل الوزيرة خلال المنتدى لقاءات ثنائية مكثفة مع كبار المسؤولين الأوروبيين وممثلي مؤسسات التمويل الدولية، من بينهم مسؤولو بنك الاستثمار الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية، إلى جانب وزراء التعاون الدولي في كل من ألمانيا والسويد والدنمارك وهولندا وسلوفاكيا. وتتناول تلك اللقاءات فرص التوسع في المشروعات الجارية، ودراسة مبادرات جديدة لدعم الاقتصاد المصري ضمن إطار مبادرة البوابة العالمية الأوروبية.
ويُعد المنتدى فرصة مهمة لمصر لاستعراض ما تحقق من إصلاحات اقتصادية وهيكلية خلال الفترة الماضية، لا سيما ما يتعلق بتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين بيئة الاستثمار وزيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية. كما تستعرض الوزيرة جهود الدولة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050، وخطة الحكومة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والتي تحظى باهتمام كبير من الشركاء الأوروبيين.
وتُولي مصر أهمية خاصة لمبادرة البوابة العالمية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي عام 2021، كإطار استراتيجي لدعم الشراكات الاستثمارية مع الدول النامية، والتي تسعى لتعبئة نحو 300 مليار يورو حتى عام 2027 لتمويل مشروعات البنية التحتية المستدامة والتحول الأخضر والتحول الرقمي. وتُعد مصر من الدول ذات الأولوية في المبادرة نظرًا لموقعها الجغرافي ومكانتها كمركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ومن المنتظر أن تسهم اللقاءات الثنائية التي تعقدها الوزيرة في بروكسل في تمهيد الأرضية لمخرجات القمة المصرية الأوروبية المقبلة، خصوصًا في ظل تنامي الاهتمام الأوروبي بتعزيز التعاون مع القاهرة في قضايا الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والهجرة والتنمية المستدامة.
واختتمت الدكتورة رانيا المشاط تصريحاتها بالتأكيد على أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي تشهد مرحلة جديدة من الشراكة القائمة على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي، مشيرة إلى أن مشاركة مصر الفاعلة في المحافل الدولية تعكس التزام الدولة بدعم الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الإقليمي.

