عقد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، اجتماعًا موسعًا مع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمناقشة آفاق التعاون المشترك بين الجانبين في دعم قطاع الدواء المصري وتعزيز حضوره في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود الدولة لتوحيد الرؤى بين مؤسساتها المختلفة من أجل تطوير صناعة الدواء وتوسيع الصادرات الدوائية، بما يعزز من تنافسية المنتج المصري على المستويين الإقليمي والدولي، ويخدم أهداف «رؤية مصر 2030» في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتصنيع الدوائي المتقدم.
في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور علي الغمراوي عن تقديره للتعاون المستمر مع وزارة الخارجية في دعم ملفات الدبلوماسية الدوائية المصرية، مؤكدًا أن هذا التنسيق يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل بين العمل الفني الدوائي والدعم الدبلوماسي الخارجي، بما يسهم في فتح أسواق جديدة للدواء المصري في القارة الإفريقية والدول العربية وأسواق آسيا وأوروبا.
وأوضح رئيس الهيئة أن هيئة الدواء المصرية تتبنى نهجًا متطورًا في تطوير المنظومة التنظيمية للدواء وفق المعايير العالمية المعتمدة، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على توسيع اعتمادها الدولي عبر برامج الاعتراف المتبادل وتبادل الخبرات الرقابية مع نظيراتها في الدول الصديقة، الأمر الذي يعزز ثقة الأسواق الخارجية في الصناعة الدوائية المصرية.
وأكد الغمراوي أن الهيئة وضعت خطة استراتيجية طموحة لزيادة الصادرات الدوائية خلال السنوات المقبلة، تشمل تعزيز التعاون مع وزارات وهيئات الدولة، وتسهيل إجراءات التسجيل والتصدير، ودعم الشركات الوطنية في استيفاء متطلبات الأسواق الدولية، إلى جانب تطوير قدرات الكوادر الفنية في مجال التصنيع والجودة والرقابة.
من جانبه، أشاد الوزير بدر عبد العاطي بالجهود التي تبذلها هيئة الدواء المصرية في تطوير صناعة الدواء ورفع كفاءتها التنظيمية، مؤكدًا أن الهيئة أصبحت من الكيانات الوطنية الرائدة التي تعكس صورة إيجابية عن الدولة المصرية في المحافل الإقليمية والدولية.
وأوضح وزير الخارجية أن الوزارة حريصة على دعم ما سماه «الدبلوماسية الصحية والدوائية» كأحد محاور السياسة الخارجية المصرية الحديثة، مشيرًا إلى أن التعاون مع هيئة الدواء المصرية يُعد نموذجًا ناجحًا للتكامل بين العمل الدبلوماسي والمؤسسي لخدمة المصالح الوطنية.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر، من خلال ما تمتلكه من خبرات متراكمة وإمكانات بشرية متميزة في قطاع الدواء، مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا لتبادل الخبرات الدوائية وتوريد المستحضرات الطبية إلى الأسواق الإفريقية، خاصة في ظل إطلاق وكالة الأدوية الإفريقية (AMA) التي تمثل فرصة حقيقية لتعزيز التكامل الصحي داخل القارة.
كما استعرض اللقاء سبل دعم الشركات المصرية العاملة في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية لزيادة حجم صادراتها، وتوفير الدعم الفني والدبلوماسي اللازم لتذليل العقبات التي تواجهها في بعض الأسواق، مع بحث آليات التعاون الثلاثي بين مصر والدول الإفريقية في مجالات التصنيع الدوائي المشترك والتدريب وبناء القدرات.
حضر الاجتماع السفير أبو بكر حفني، نائب وزير الخارجية، ومن جانب الهيئة الدكتور أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة للسياسات والتعاون الدولي والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية ودعم الأسواق.
وأكد الطرفان في ختام اللقاء أهمية استمرار التنسيق بين هيئة الدواء ووزارة الخارجية لضمان تمثيل مصر الفعّال في المحافل الدولية ذات الصلة بصناعة الدواء، والمشاركة النشطة في الاجتماعات الإقليمية للهيئات الرقابية والمنظمات الصحية، بما يعزز مكانة الدولة كمصدر للخبرة والمنتج الدوائي الموثوق في إفريقيا والمنطقة العربية.
وأشار رئيس هيئة الدواء إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التحركات لتعزيز التواجد المصري في المنظمات الدولية المتخصصة، وتوقيع مذكرات تفاهم جديدة مع هيئات دواء عالمية لدعم تبادل الخبرات والاعتراف المتبادل بالشهادات التنظيمية، مؤكدًا أن الهيئة تعمل على تحقيق هدفها الرئيسي بأن تصبح مصر مركزًا إقليميًا لصناعة وتنظيم وتصدير الدواء في الشرق الأوسط وإفريقيا.

