شارك الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في افتتاح فعاليات النسخة الثامنة من "أسبوع القاهرة للمياه"، الذي يُعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وينظمه وزارة الموارد المائية والري خلال الفترة من ١٢ حتى ١٦ أكتوبر الجاري، تحت شعار "الابتكار في مواجهة التحديات المائية".
ويُعد هذا الحدث من أبرز الفعاليات الدولية المتخصصة في مجال إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة، حيث يجمع بين صناع القرار والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات والرؤى حول مستقبل الأمن المائي في ظل التحديات العالمية المتصاعدة.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد كبير من الوزراء، من بينهم الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، ومحمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ومحمد جبران وزير العمل، إلى جانب عدد من المحافظين وكبار المسئولين وممثلي الهيئات الدولية والمنظمات المعنية بالمياه والزراعة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد وزير الزراعة أن مشاركة الوزارة في هذا الحدث الدولي تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز التكامل بين قطاعي الزراعة والمياه، مشيرًا إلى أن الزراعة تُعد من أكثر القطاعات استهلاكًا للموارد المائية، ومن ثم فإن الإدارة الرشيدة للمياه تمثل أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة التي تتبناها الوزارة.
وأوضح الدكتور علاء فاروق أن وزارة الزراعة تعمل بشكل متكامل مع وزارة الموارد المائية والري على تنفيذ برامج ومشروعات لترشيد استخدام المياه، وتطبيق أساليب الزراعة الحديثة، مثل الري بالتنقيط والري المحوري، وتحديث نظم الري الحقلي، بما يحقق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ويرفع من كفاءة الإنتاج.
وأضاف أن تطوير نظم الري لا يهدف فقط إلى ترشيد المياه، بل إلى رفع إنتاجية الفدان وتحسين جودة المحاصيل، بما ينعكس إيجابًا على دخل المزارعين وعلى الأمن الغذائي للدولة.
وأشار الوزير إلى أن التحديات المائية التي تواجه مصر والعالم تتطلب الابتكار في الحلول، مشددًا على أهمية البحث العلمي في تطوير تقنيات الزراعة الذكية التي تراعي كفاءة استهلاك المياه وتحد من الفاقد.
كما ثمّن دور المراكز البحثية التابعة للوزارة في تطوير أصناف نباتية جديدة تتحمل الجفاف والملوحة، إلى جانب التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الرصد والتحليل الزراعي.
وتطرق الوزير إلى أهمية التعاون الدولي في ملف المياه، مؤكدًا أن "أسبوع القاهرة للمياه" يمثل منصة عالمية لعرض التجارب الناجحة وتبادل الخبرات، ويعكس الدور القيادي لمصر في القضايا المائية إقليميًا ودوليًا.
وأشار إلى أن المشاركة الواسعة من المنظمات الدولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وممثلي الدول العربية والأفريقية والآسيوية، تعكس الثقة المتزايدة في التجربة المصرية في إدارة الموارد المائية والزراعية.
كما لفت إلى أن قضية الأمن المائي أصبحت تمس الأمن القومي والغذائي على حد سواء، وأن مصر تعمل على مواجهة التحديات عبر خطط طويلة المدى ترتكز على الاستخدام الكفء للمياه والتوسع في مشروعات التحلية وإعادة الاستخدام، بجانب التوعية بأهمية الحفاظ على كل نقطة مياه.
وفي ختام كلمته، وجه وزير الزراعة الشكر لوزارة الموارد المائية والري على تنظيمها لأسبوع القاهرة للمياه، مشيرًا إلى أن هذا الحدث بات علامة فارقة في أجندة العمل المائي العالمي، ورسالة مصرية متجددة تؤكد التزام الدولة بالعمل الجاد من أجل تحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل آمن للمياه والغذاء للأجيال القادمة.
ويُذكر أن فعاليات الأسبوع تتضمن عدداً من الجلسات العلمية وورش العمل المتخصصة والمعارض التقنية، إلى جانب لقاءات رفيعة المستوى تجمع بين ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص لمناقشة أحدث الابتكارات في إدارة الموارد المائية وتحسين سبل التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.

