في أجواء يسودها التقدير والود المتبادل، استقبل السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، السفير ميكيلي كواروني، سفير جمهورية إيطاليا بالقاهرة، الذي حرص على توديع الوزير قبل اختتام فترة عمله الدبلوماسية في مصر، بعد أربع سنوات شهدت تعاونًا متزايدًا بين البلدين في مجالات السياحة والآثار.
شهد اللقاء تبادل كلمات التقدير والإشادة بمستوى العلاقات الثنائية بين القاهرة وروما، إذ أعرب الوزير شريف فتحي عن بالغ شكره لما بذله السفير الإيطالي من جهود صادقة في دعم العلاقات السياحية والأثرية بين البلدين، مؤكدًا أن إيطاليا كانت ولا تزال أحد أهم الشركاء الأوروبيين لمصر في قطاعي السياحة والثقافة.
وأضاف الوزير أن التعاون بين الجانبين لم يقتصر على تبادل الزيارات الرسمية أو المعارض الأثرية فحسب، بل شمل أيضًا مشروعات عملية في مجالات الترميم والتدريب وتطوير القدرات البشرية، مشيرًا إلى أن السفارة الإيطالية بالقاهرة كانت دائمًا داعمًا أساسيًا للمبادرات التي تهدف لتعزيز الصورة الذهنية لمصر كمقصد سياحي عالمي.
وتطرّق الوزير إلى أن السوق الإيطالي يُعد من الأسواق الواعدة التي تحرص الوزارة على استعادة معدلاتها السياحية لما قبل جائحة كورونا، موضحًا أن الجهود المشتركة بين الجانبين أسهمت في زيادة الرحلات القادمة من المدن الإيطالية إلى المقاصد المصرية، خاصة إلى الأقصر وأسوان ومرسى علم والبحر الأحمر، بفضل الحملات الترويجية المشتركة وتسهيلات السفر.
وأشار الوزير إلى أن العلاقات بين الشعبين المصري والإيطالي تتجاوز الإطار السياحي، فهي علاقات حضارية وثقافية تمتد لعقود طويلة، مؤكداً أن هناك توافقًا دائمًا في الرؤى بشأن أهمية حماية التراث الإنساني وصون الآثار كجزء من ذاكرة البشرية.
من جانبه، عبّر السفير ميكيلي كواروني عن امتنانه العميق للحكومة المصرية ووزارة السياحة والآثار على التعاون المثمر طوال فترة عمله، مؤكدًا أنه يحمل لمصر وشعبها كل التقدير لما لمسه من دفء في التعامل وروح صداقة حقيقية. وأشار إلى أنه سيظل سفيرًا لمصر في وجدانه، حتى بعد مغادرته منصبه رسميًا.
وأكد السفير أن إيطاليا تنظر إلى مصر باعتبارها بوابة الحضارة في الشرق الأوسط، وأن السائح الإيطالي ينجذب دومًا إلى تاريخها العريق ومواقعها الأثرية الفريدة. كما أعرب عن ثقته بأن افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر 2025 سيكون حدثًا عالميًا يعيد تسليط الضوء على مصر كمركز جذب ثقافي وسياحي، مشيرًا إلى اهتمام الإعلام الإيطالي بهذا الافتتاح المرتقب الذي يُعد من أضخم الفعاليات الثقافية المنتظرة عالميًا.
وفي سياق متصل، أشاد السفير بما حققته وزارة السياحة والآثار من إنجازات خلال السنوات الماضية، خاصة في تطوير البنية التحتية السياحية، وتدريب الكوادر العاملة في القطاع، وتبني سياسات مستدامة لتشجيع السياحة الخضراء، مؤكدًا أن تلك الجهود تعكس رؤية مصر 2030 في التنمية الشاملة والمستدامة.
وفي ختام اللقاء، أهدى الوزير شريف فتحي للسفير الإيطالي درعًا تذكاريًا يحمل شعار وزارة السياحة والآثار، تقديرًا لعطائه وجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين، متمنيًا له التوفيق في مهامه المقبلة. كما التُقطت الصور التذكارية بحضور عدد من قيادات الوزارة، بينهم الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة، والأستاذة رنا جوهر مستشار الوزير للعلاقات الدولية.
غادر السفير مقر الوزارة وسط أجواء وداعية تعبّر عن عمق الاحترام المتبادل، لتبقى العلاقات المصرية الإيطالية نموذجًا ناجحًا للتعاون الثقافي والسياحي بين دول البحر المتوسط، وتأكيدًا على أن التراث والإنسان هما الرابط الأقوى بين الشعوب.

