في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والإنجاز، سلّم الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، شهادات التقدير للفائزين من مصر وعدد من الدول الإفريقية في المسابقة الإقليمية «هاكاثون الاستدامة المائية»، التي نظمها مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري ضمن فعاليات «أسبوع القاهرة الثامن للمياه»، أحد أبرز الفعاليات الدولية التي تحتضنها مصر سنويًا في مجال إدارة الموارد المائية.
وحضر الحفل عدد من قيادات الوزارة، وممثلي منظمات دولية وإفريقية، إلى جانب وفود شبابية من مختلف الدول المشاركة. وقد شهدت الفعالية تكريم خمسة مشروعات فائزة، حصلت أوغندا وكينيا على المركزين الأول والثاني على المستوى الإقليمي، بينما فاز ثلاثة مشروعات مصرية بالمراكز التالية، وذلك بعد منافسة قوية بين عشرات الفرق المشاركة من طلاب الجامعات ورواد الابتكار في مجالات إدارة المياه والتكنولوجيا البيئية.
وأوضح وزير الموارد المائية والري في كلمته أن المسابقة تأتي في إطار دعم الابتكار وريادة الأعمال في القارة الإفريقية، مؤكدًا أن الشباب الإفريقي يمتلك أفكارًا إبداعية قادرة على تقديم حلول عملية لتحديات الأمن المائي التي تواجه القارة. وأشار إلى أن الوزارة تسعى من خلال مركز التدريب الإقليمي إلى تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم في مجالات البحث والتطوير، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وخطط الاتحاد الإفريقي للتنمية المستدامة.
وأضاف الدكتور سويلم أن المسابقة مثلت منصة مفتوحة لتبادل الخبرات والتجارب بين الشباب من مختلف الدول، مؤكداً أن التعاون الإقليمي في مجال الابتكار العلمي هو السبيل الأمثل لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في إفريقيا. كما أثنى على مستوى المشروعات المشاركة التي تنوعت بين حلول ذكية لمراقبة شبكات الري، وتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الفاقد من المياه، وأفكار هندسية لتدوير الموارد المائية في المناطق الجافة.
وخلال الحفل، كرم الوزير أيضًا أفضل طلاب الجامعات المشاركين في برنامج التدريب الصيفي بمركز التدريب الإقليمي، والذين أظهروا التزامًا وتميزًا خلال فترة التدريب، حيث حصلوا على منح تدريبية خاصة داخل قطاعات الوزارة المختلفة، إيمانًا بأهمية دعم الكفاءات الشابة وتوفير فرص تطبيقية لهم لاكتساب المهارات والخبرة الميدانية.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا ببناء قدرات الشباب المصري والإفريقي في مجالات التكنولوجيا المائية والإدارة الحديثة للمشروعات، موضحًا أن التجربة المصرية في مركز التدريب الإقليمي باتت نموذجًا يحتذى به في إفريقيا، بعد أن تم تدريب مئات المهندسين والباحثين من دول القارة على أحدث نظم الري وإدارة المياه.
وأكد الدكتور سويلم أن «هاكاثون الاستدامة المائية» ليس مجرد مسابقة، بل خطوة عملية نحو تأسيس جيل من المبدعين القادرين على تحويل أفكارهم إلى مشروعات واقعية تسهم في خدمة المجتمع ومواجهة التحديات البيئية. وأضاف أن الوزارة تسعى إلى توسيع نطاق المسابقة في الدورات المقبلة لتشمل مزيدًا من الدول الإفريقية والشركاء الدوليين، بهدف تبادل الرؤى والخبرات في مجال التكنولوجيا المائية.
وتخلل الحفل عرض تقديمي لأبرز المشروعات الفائزة، حيث عرض الفريق الأوغندي تطبيقًا مبتكرًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد استخدام المياه في المناطق الزراعية وتحسين كفاءتها، بينما قدم الفريق الكيني نظامًا ذكيًا لإدارة موارد المياه الجوفية في المناطق الريفية. أما المشروعات المصرية الفائزة، فتنوعت بين تطوير أجهزة استشعار منخفضة التكلفة لمراقبة جودة المياه، ونظم ري دقيقة تعمل بالطاقة الشمسية، ومنصات رقمية لربط المزارعين بخدمات المياه الذكية.
وأشاد الوزير في ختام كلمته بدور الشباب في تحقيق الأمن المائي للقارة الإفريقية، مؤكدًا أن مستقبل المياه في القارة يعتمد على العقول المبدعة التي تسعى لإيجاد حلول مستدامة، داعيًا جميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والشركاء الدوليين إلى الاستثمار في الطاقات الشابة ودعمها من خلال التدريب والبحث والابتكار.
وأكد أن التعاون الإفريقي في هذا المجال يترجم توجهات الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو تعزيز العمل المشترك بين الدول الإفريقية، وتبادل الخبرات في القضايا ذات الأولوية وعلى رأسها إدارة الموارد المائية ومواجهة آثار التغير المناخي.
وفي نهاية الاحتفال، التقط الوزير صورًا تذكارية مع الفرق الفائزة، معربًا عن سعادته بما شاهده من أفكار مبدعة وجهود حقيقية من الشباب الإفريقي والمصري، مؤكداً أن هذا الجيل قادر على قيادة مسيرة التغيير الإيجابي في إدارة الموارد الطبيعية بما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة لأفريقيا.
