الضحية فارقت الحياة علي أثر حقنة سيفترياكسون أدت إلي صدمة تحسسية حادة
د. سماح جاد: المديرية تعاملت مع الأمر من منطلق مسؤوليتها الفنية والرقابية
وجّه د. محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، وكيلة وزارة الصحة بالإسراع في تشكيل لجنة عاجلة لفحص ما تم تداوله حول ملابسات وفاة سيدة أثناء عملية ولادة داخل أحد المستشفيات الخاصة بمركز الفشن، وإعداد تقرير فني وإداري مفصل عن الواقعة، تمهيدًا لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية في حال ثبوت أي تقصير، مشددًا على أن الشفافية والمحاسبة ركيزتان أساسيتان في التعامل مع مثل هذه الوقائع التي تمس حياة المواطنين.
أعرب المحافظ عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الفقيدة، مؤكدًا أن المحافظة لن تتوانى في اتخاذ ما يلزم لضمان محاسبة أي مخالفة أو تقصير، والحفاظ على حق كل مواطن في اطار القانون.
كانت محافظة بني سويف قد شهدت العديد من الحوادث، التي تسببت فيها الأخطاء الطبية والإهمال الطبي الجسيم، مما استوجب معه تحركات جادة من قبل المسئول الأول عن المحافظة، حيث وجه بضرورة الإسراع في فتح تحقيق في الحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها سيدة من مركز الفشن جنوب بني سويف.
المسئولية الفنية
من جانبها، أكدت د. سماح جاد وكيل وزارة الصحة، أن التحرك جاء على الفور تنفيذًا لتوجيهات السيد المحافظ، وأن الواقعة تعود إلى يوم 23 يونيو الجاري، أي قبل نحو 8 أيام، رغم عدم تلقي المديرية بلاغًا رسميًا من أسرة الفقيدة حتى الآن، وأن المديرية تعاملت مع الأمر من منطلق مسؤوليتها الفنية والرقابية.
وقالت جاد إن اللجنة تضم في تشكيلها مسؤولي الطب العلاجي، العلاج الحر، الحوكمة، والتفتيش الصيدلي، وقد انتقلت على الفور إلى المستشفى لإجراء مراجعة شاملة للجوانب الفنية والإدارية، بما في ذلك الاطلاع على الملف الطبي للحالة، وتقييم الإجراءات التي تم اتخاذها أثناء عملية الولادة.
ولفتت وكيل الوزارة إلي أن المستشفى مرخّص رسميًا من وزارة الصحة، ويخضع للمتابعة الدورية من إدارة العلاج الحر، وفقًا للضوابط المنظمة لعمل المنشآت الطبية الخاصة، وأن اللجنة ستُعد تقريرًا تفصيليًا يُعرض على المحافظ فور الانتهاء منه، تمهيدًا لاتخاذ القرارات اللازمة، مع مراعاة التحقيقات الجارية من قِبل النيابة العامة.
مضاد حيوي
كان زوج الضحية قد أكد في لقاءات عديدة أن زوجته فقدت حياتها إثر تلقيها حقنة مضاد حيوي دونما عمل اختبار حساسية من قبل الممرضة التي قامت باعطاء الضحية الحقنة، التي تبين فيما بعد أنها ليست بممرضة أساسا، وأنها خريجة مدرسة فنية وأنها غير مؤهلة للعمل بوظيفة الممرضة.
فيما كشف أحد كبار أساتذة أمراض المناعة والدم بجامعة بني سويف، رفض ذكر اسمه، أن الأمر كله أن ما حدث وارد حدوثه طبيا أن يتم اعطاء عقار معين للمريض فيترتب علي تناول العقار أثار جانبية قد تصل إلي الوفاة، مؤكدا أن الحقنة التي اخذتها الضحية هي حقة سيفترياكسون، التي رتبت صدمة تحسسية حادة، وأن أي دواء يمكن أن يترتب عليه آثار جانبية.
وأوضح أن ادارة المستشفي التي شهدت هذه الواقعة لم تقصر مع الضحية بل سارعت إلي اسعافها بادخالها غرفة رعاية مركزة دون تحميل ذويها اية مصروفات، وتواصلت جهود اسعافها طيلة 7 أيام تقريبا، لكن باءت كل هذه الجهود بالفشل نظرا لأن الصدمة التخسسية كانت حادة للدرجة التي أدت إلي وفاة الضحية، مشددا علي أن الممرضة التي أشرفت علي اعطاء الحقنة للمريضة لم تخطئ في شئ، وأن هذا الأمر محتمل الحدوث طبيا.
