في أجواء مليئة بالأمل والتفاعل، احتضن نادي الخالدين بمحافظة كفر الشيخ فعاليات المرحلة الثالثة من المبادرة القومية "أسرتي قوتي"، والتي أطلقها المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، بمشاركة واسعة من الأسر والقيادات التنفيذية والمجتمعية، وبحضور أكثر من 400 أسرة من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة.
جاءت الفعالية استكمالًا لما تم إنجازه في المرحلتين السابقتين من المبادرة، التي انطلقت برؤية واضحة تؤكد أن الأسرة هي الدرع الأول والداعم الأقوى للأشخاص ذوي الإعاقة، وأن أي جهود حقيقية لتمكين هذه الفئة لا بد أن تنطلق من داخل الأسرة الواعية والمساندة.
كلمات ودعم رسمي
شهدت الفعاليات حضور اللواء دكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ، الذي أكد في كلمته أن دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم يمثل أولوية قصوى، وأن المحافظة ستظل شريكًا أساسيًا في تنفيذ المبادرات الوطنية التي تستهدف هذه الفئة. وأشاد المحافظ بالدور الكبير الذي تقوم به الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في قيادة المبادرة، مشيرًا إلى أن ما يميز "أسرتي قوتي" هو أنها لا تقتصر على تقديم خدمات آنية، بل تسعى لترسيخ ثقافة الدمج والتمكين على المدى الطويل.
من جانبها، أوضحت الدكتورة إيمان كريم أن اختيار محافظة كفر الشيخ لتكون ثاني محطات المرحلة الثالثة لم يكن مصادفة، بل جاء انطلاقًا من حرص المجلس على الوصول إلى المحافظات المختلفة وتقديم الدعم للأسر في كل مكان. وأكدت أن المبادرة تعكس التزام الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقضية ذوي الإعاقة، وحرصه على دمجهم وتمكينهم في مختلف مجالات الحياة.
فعاليات متنوعة وحوارات مفتوحة
بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، ثم كلمات افتتاحية، تلتها عروض تعريفية قدمها فريق المجلس حول أهداف المبادرة والخدمات المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم. كما تناولت الدكتورة ياسمين مطر خبير الإعاقة بالمجلس، محاور مهمة عن الحق في الصحة، وأهمية الكشف المبكر والتدخل السريع، إلى جانب استعراض أنواع الإعاقات وكيفية التعامل معها صحيًا.
الجلسة الأخيرة كانت مميزة حيث تحولت إلى مساحة نقاش مفتوح مع الأسر، الذين عرضوا أبرز التحديات التي تواجههم، من بينها تأخر إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة، وطول الفترات بين القومسيون الطبي والتقييم الوظيفي، إضافة إلى مشكلات تتعلق بعدم توافر بعض الأدوية في منظومة التأمين الصحي، وأيضًا وقف صرف معاش تكافل وكرامة لبعض الحالات. وقد تفاعل فريق المجلس مع هذه الشكاوى، وطرح آليات للتعامل معها بشكل عملي.
توسع في الأهداف
تسعى المرحلة الثالثة من المبادرة إلى التوسع في أهدافها مقارنة بالمراحل السابقة، حيث تشمل إطلاق برنامج "الصحة للجميع" لتعزيز التمكين الصحي للأسر، ومبادرة "مدرستي الدامجة" لدعم الدمج التعليمي، بالإضافة إلى مشروع "فرصة عمل" الذي يهدف لفتح آفاق اقتصادية جديدة للأسر وتحسين فرص العمل، بجانب مشروع "الدعم النفسي والاجتماعي للأسر". كما ستتضمن المرحلة أنشطة ثقافية وفنية ورياضية لتعزيز قيم الدمج والمشاركة المجتمعية.
أهمية نموذج "الرفيق الداعم"
وأشارت الدكتورة إيمان كريم خلال الفعالية إلى أن التوعية لا ينبغي أن تقتصر على الأسر فقط، بل يجب أن تمتد للأصدقاء والأقران من غير ذوي الإعاقة، إذ أن وجود صديق أو أخ داعم قد يحدث فارقًا جوهريًا في حياة شخص من ذوي الإعاقة. ولهذا أولى المجلس أهمية خاصة للتعريف بنموذج "الرفيق الداعم" باعتباره عنصرًا مهمًا في تحقيق الدمج المجتمعي الفعلي.
إشادة المحافظ ورسالة ختامية
وفي ختام كلمته، عبر محافظ كفر الشيخ عن سعادته بالمشاركة في المبادرة، مؤكدًا أن أبناء المحافظة من ذوي الإعاقة يحظون باهتمام خاص، وأن تكريمهم يجب أن يمتد أيضًا إلى أسرهم اعترافًا بدورهم الكبير في دعم أبنائهم. وأكد أن الدولة لن تدخر جهدًا في دعم هذه الفئة، مشيرًا إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون جزءًا أصيلًا من نسيج المجتمع، ولهم كامل الحق في المشاركة في مسيرة التنمية.
بهذا تكون محافظة كفر الشيخ قد أضافت محطة جديدة في رحلة مبادرة "أسرتي قوتي"، التي تستهدف الوصول إلى 5000 أسرة في 10 محافظات حتى نوفمبر المقبل، سعيًا لتعزيز الوعي، وتوسيع دوائر التمكين، وبناء مجتمع شامل يحقق المساواة والعدالة للجميع.

